3ـ أداء الأمانة لا يمكن إِلاّ بالحكومة
إنّ القرآن الكريم يتحدث عن أنّ اللّهسبحانه عرض الأمانة على الأشياء كلّها ولميحملها إلاّ الإنسان، فقال سبحانه:(إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَىالسَّمَاواتِ والأرْضِ وَالْجِبَالِفَأَبَيْنَ أنْ يَحْمِلْنَهَاوَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَاالإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومَاًجَهُولاً *لِيُعَذِبَ اللّهُالْمُنَافِقِينَ والْمُنَافِقَاتِوَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللّهُغَفُورَاً رَحِيمَاً)(الأحزاب: 72ـ73).فالمراد من الأمانة: هو ما أنزل اللّهسبحانه على الإنسان عن طريق سفرائه منالأحكام والفرائض والحدود وغيرها (2).ولاشكّ أنّ تحمّل الأمانة; لأجل أدائهاوتنفيذها. ومن المعلوم أنّ تنفيذالأحكاموالفرائض والحدود في الحياة البشريّةلايمكن إلاّ في ظلّ حكومة نابعة من نفسالدين الإلهيّ تقيمها الاُمّة المؤمنة،لتستطيع في ظلهّا على طاعة اللّه سبحانهوالإتيان بأوامره والاجتناب عن نواهيهوإقامة دينه.على أنّ الآية الثانية (لِيُعَذِّبَاللّهُ...) توضّح حقيقة الأمانة المذكورة،فهي تفيد أنّ حملة الأمانة ينقسمون إلىمؤمن ومنافق ومشرك، ولا يكون هذا التقسيمصحيحاً إلا بالقياس إلى الاعتقاد بالحقّوالعمل بالدين. فيكون المؤمن هو من يقومبالدين.. والمشرك هو من يشرك في ذلك فيأخذبالدين وبغيره.. والمنافق هو من يتظاهربالأخذ1- التبيان 1: 131.2- التبيان 8: 373.