لا طاعة للحاكم الجائر
ثمّ إنّ ها هنا أمراً لابدّ من التنبيهعليه وهو أنّه قد تُنقل أحاديث ورواياتتدلّ على وجوب إطاعة مطلق الحاكم والخضوعلمطلق السلطات عادلة كانت أو ظالمة، صالحةكانت أو جائرة وإليك فيما يأتي بعض هذهالروايات:1ـ مارووه عن الرسول الأكرم صلّى اللهعليه وآله وسلّم أنّه قال: «لا تسبُّواالولاة فإنّهُم إن أحسنُوا كان لهُم الأجروعليكُمُ الشُّكر وإن أساؤوا فعليهمالوزر وعليكم الصبر، وإنّما هم نقمة ينتقماللّه بهم ممّن يشاء فلا تستقبلوا نقمةاللّه بالحميّة واستقبلوها بالاستكانةوالتضرُّع»(1).2ـ ما رووه عنه صلّى الله عليه وآله وسلّمأيضاً أنّه قال: «سيأتيكم ركب مبغوضونيطلبون منكم ما لا يجب عليكم فإذا سألواذلك فاعطوهم ولا تسبُّوهم وليدعوا لكم» (2).3ـ ما رواه سلمة عن النبيّ لمّا سأل النبيّقائلاً: يا نبيّ اللّه أرأيت إن قامت علينااُمراء يسألونا حقّهم و يمنعونا حقّنا فماتأمرنا؟ فأعرض عنه، ثمّ سأله فأعرض عنه،ثمّ سأله في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس،فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «اسمعواوأطيعوا فإنّما عليهم ما حمّلوا و عليكمما حمّلتم» (3).4ـ ما رواه ابن مسعود عن النبيّ صلّى اللهعليه وآله وسلّم أنّه قال: «إنّها ستكونبعدي إثرة واُمور تنكرونها»، قالوايارسول اللّه: كيف تأمر من أدرك ذلك منّا؟1- النظام السياسيّ في الإسلام: 114، نقلاًعن الخراج لأبي يوسف.2- النظام السياسيّ في الإسلام: 114، نقلاًعن سنن أبي داود.3- رواه مسلم.. ونقله جامع الاُصول 4: 64.