إنّ الجيش في الحكومة الإسلاميّة ليسكالجيوش في الدول الامبرياليّة الشرقيّةوالغربيّة لا يكون الهدف منها إلاّ توسعةالنفوذ، والتجاوز على الحقوق والإغارةعلى أموال الآخرين وثرواتهم.كما أنّه ليس كالجيوش في العالم الثالثحيث لا يكون الهدف منها إلاّ الحفاظ علىسيطرة السلطات الديكتاتوريّة العميلةهناك وسلب الحريّات، وقمع المعارضة، وضربالانتفاضات الشعبيّة.. وبالتالي حمايةالمصالح الأجنبيّة، بل الجيش في الحكومةالإسلاميّة إنّما هو للمحافظة على ثغورالبلاد الإسلاميّة، واستقلال البلاد.. ومافيها من ثروات وشعوب، وعلى ذلك يتّصفالجيش الإسلاميّ بصفة الحافظ الصائن لاالغازي المهاجم، المحرّر لا المعتدي..والصديق في جانب الشعب، لا القوّة القاهرةله، العدوة لأبنائه.ولقد كان هذا الأمر موضع اهتمام الإسلاممنذ طلوعه وبزوغه، فإنّ الدين الذي جاءليكتسح الظلمات وينقذ البشريّة من براثنالاستعباد والاستثمار كان من الطبيعيّ أنيواجه معارضة ممّن بنوا حياتهم علىاستعباد الإنسان واستثماره واستغلاله،ومن هنا كان طبيعيّاً ـ أيضاً ـ أن يعدّالإسلام عدّته لمواجهة أعدائه ومعارضيهالذين راحوا يكيدون له أشدّ الكيد،ويتربّصون به الدوائر.إنّ من يلاحظ الحياة الإسلاميّة في الصدرالأوّل وما بعده يجد نشاطاً عسكريّاًفريداً من نوعه، ومن يلاحظ التعاليمالإسلاميّة ذاتها يجد نظاماً عسكريّاًفريداً أيضاً، فقد تضمّن القرآن الكريمتعاليم راقية ومتقدّمة جداً في الشؤونالعسكريّة وتوجيهات لا سابق لها في الفنونالنظاميّة.ثم إنّ من يلاحظ النصوص الإسلاميّة يجدهاتحثّ المسلمين حثّاً بليغاً وأكيداً علىتعلم الرماية والتدريب على السلاحومزاولة التمرينات العسكريّة استعداداًلكل