بما أنّ الإنسان بطبيعته ذو تطلّعاتوحاجات تزداد بتوسّع التمدّن وتقدّمالحضارة، وبما أنّ الحياة الاجتماعيّة لاتنفكّ عن إقامة العلاقات والروابط بينأبناء البشريّة، وبما أنّ وصول الأفرادإلى تطلّعاتهم وحاجاتهم لا ينفكّ عنالتزاحم والتصادم والاختلاف والتشاجر،كان لا بدّ من حلّ هذا الاختلاف والتنازع،ووضع العلاقات الاجتماعيّة في الإطارالصحيح.وقد كان هذا الحلّ يتمّ ـ في العصورالسابقة ـ بالقوّة، وقدرة السلاح وكانالمنطق الحاكم هو (الحقّ لمن غلب)، غير أنّتقدّم البشريّة في مدارج التربية أوجدلديها فكرة التنظيم وحلّ الاختلافات بينأفراد البشر بغير وسيلة القوّة، والسلاح،ومن هنا تكوّن ما يسمّى بعلم الحقوق، فعلمالحقوق عبارة عن الاُصول والقواعد التيتنظّم علاقات الأفراد، والتي يجب أن تسودالمجتمعات حتماً، ولا يتخلّف عنها أحدأبداً.