نقطتان لا بدّ من ذكرهما:
إنّ طرح موضوع فريق الإفتاء يتطلب منّاتوضيح نقطتين هامّتين في المقام:النقطة الاُولى: ـ إنّ الإسلام لا يتلخّصفي مجموعة من الأوراد والأذكار أوالقوانين الجامدة البعيدة عن واقع الحياةالمتطوّر، وحاجة المجتمع المتجدّدة، بلينطوي الدين الإسلاميّ على برنامج كاملللحياة الإنسانيّة، ولكلّ العصوروالأمكنة ولكلّ أصناف المجتمع ومستوياته.وهذا يستلزم أن يكون فريق الإفتاء فيمواجهة دائمة مع الوقائع المستجدّةوالمسائل المستحدثة.. التي تتطلّب الإجابةوالحكم المناسب لها وفق الشريعة المقدّسة.ولاشكّ أنّ إعطاء هذا الجواب والحكميتطلّب الوقوف والمعرفة بالموضوعاتالمستحدثة، ولهذا يتحتم على فريق الإفتاءأن يكون على اتّصال دائم بذوي الاختصاص فيالمجالات السياسيّة والاقتصاديّةوالاجتماعيّة، للوقوف على أحدث التطوّراتفي هذه الأصعدة، إذ ربما أحتاج الفقهاءإلى من يشرح لهم حقيقة الواقعة المستجدّة،أو يبيّن ما حدث لموضوع معيّن منالتطوّرات وحصل حوله من معلومات يمكن أنيوجب تغييراً في حكمها، ويدخله تحت عنوانيختلف عن الموضوع الأوّل في الأحكاموالتبعات فلطالما شاهدنا نماذج من هذاالتبدّل في الموضوع و الحكم، فربَّ موضوعكان يوضع في صنف المحرّمات، ولكنّ مرورالزمن استوجب ظهور حقيقته، وتبدّل عنوانهفصار من1- وسائل الشيعة ج 18 كتاب القضاء: ص 10.