من ذلك فهل مسألة القيادة، والإدارةوالإمرة ـ وخصوصاً في تلك الظروف العصيبةوبالنسبة إلى تلك الاُمّة الناشئة ـ أقلّشأناً، وأهميّةً من المستحبّاتوالمكروهات التي ورد فيها الكثير الكثيرمن الأحاديث النبويّة؟
2ـ تصوّر الصحابة عن الخلافة بعد النبيّ
إنّ المتتبع في تاريخ الصحابة والخلفاءوالذين تعاقبوا على مسند الحكومة بعدالنبيّ; يرى بوضوح أنّ الطريقة التياتبعها أولئك الصحابة، والخلفاء كانت هيالطريقة الانتصابيّة لا الانتخابيّةالشعبيّة.فالخليفة السابق كان يعين الخليفةاللاحق، إمّا مباشرة أو بتعيين شورى تتولىهي تعيين الخليفة والاتفاق عليه.. ولم يتركأحد من أولئك الخلفاء أمر القيادة إلى نظرالاُمّة وإرادتها واختيارها، أو يتكل علىآراء المهاجرين والأنصار، أو أهل الحلّوالعقد ليختاروا هم ـ بمحض إرادتهم ـ منيشاؤون للخلافة والإمرة.فمن يلاحظ تاريخ الصدر الأوّل يرى، أنّخلافة (عمر بن الخطاب) تمتّ بتعيين من أبيبكر.وأمّا خلافة (عثمان بن عفان) فتمت بواسطةشورى عيّن (عمر بن الخطاب) أفرادها وأمرهمبانتخاب الخليفة من بين انفسهم، ولم يتركأحد من هؤلاء أمر القيادة إلى اختيارالاُمّة.وإليك تفصيل الأمر في كيفية استخلاف أبيبكر لعمر بن الخطاب.. ويليه تفصيل لكيفيةاستخلاف عمر بن الخطاب لعثمان بن عفان.
أ ـ استخلاف أبي بكر لعمر
قال ابن قتيبة الدينوري في تاريخ الخلفاء:(... دعا (أبو بكر) عثمان بن عفان،