إنّ حكومة تقوم على أساس الإيمان باللّهسبحانه وعلى أساس الشريعة الإلهيّة لايمكن أن تكون معاملتها وموقفها منالأقليّات الدينيّة إلاّ أفضل موقف،وأحسن معاملة وأقربها إلى الإنسانيّةوالعدل والنصفة والحقّ وإليك ملامح من هذهالمعاملة الحسنة العادلة فيما يأتي:
1ـ الإعتراف بحقوق الأقليّات
إنّ أبرز ما يتجلّى في معاملة الحكومةالإسلاميّة للأقليّات الدينيّة هوالاعتراف بحقوقهم الطبيعيّة في العدلوالقسط وغيره، فها هو القرآن الكريم يبيّنبكلّ صراحة سياسة الإسلام الكليّةبالنسبة إلى حقوق الشعوب غير المسلمة سواءأكانوا أهل الكتاب أم لا إذ يقول: (لاَيَنْهَاكُمُ اللّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْيُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْيُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أنْتَبَرُّوهُمْ وَ تَقْسِطُوا إِليْهِمْإِنَّ اللّهَ يُحِبُّالمُقْسِطِينَ)(الممتحنة: 8).فهذه الآية تفيد أنّ الأقليّات والشعوبغير المسلمة تحظى بالاحترام وتستحقّالعدل والقسط إذا لم تعلن حرباً علىالمسلمين، ولم تخرجهم من مساكنهموأوطانهم، ولم تت آمر ضدّهم، فإذن ينبغيأن يشلمها المسلمون بالعدل والإنصافوالبرّ، وبهذا يسمح النظام الإسلاميّللأقليّات الدينيّة أن تعيش ضمن المجتمعالإسلاميّ وتستفيد من الحقوق الإنسانيّةفي الحياة الآمنة.نعم إنّ القرآن الكريم ينهى عن المعاشرةالسلميّة مع الفرق والجماعات التي تت آمرضدّ الإسلام ومصالح المسلمين، إذ يقول:(إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللّهُ عَنِالَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِوَأخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْوَظَاهَرُوا عَلى إِخْراجكُمْ أنْتَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْفَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)(الممتحنة: 9).