المساواة من ثمار العدل:
فقد تميّز الإسلام بتركيزه الشديد علىأمر العدل، واهتمّ به أكثر من اهتمامهبأيّ شيء آخر، حتّى عاد العدل أساسالإسلام وقاعدته الكبرى، ومطلبه الرئيسيّفلقد نادى الإسلام بالعدالة، وطلبإجراءها، وتنفيذها على الإطلاق بحيث تشملجميع الأفراد من دون نظر إلى اختلافاتهمالعنصريّة والاقليميّة والمذهبيّة.إنّ الإسلام إذ يعتقد وحدة الناس أباًواُمّاً خاطبهم جميعاً بقوله: أيُّهاالناس، وهو كما نلاحظ خطاب يعمّ كلّ بنيالإنسان كافّة وقد بنى على هذا الأصل مانشده من التسوية بين القويّ والضعيفوالغنيّ والفقير، والشريف والوضيع.إنّ تعميم العدل ـ في نظر الإسلام ـ ضرورةلا مندوحة منها، وقد اعتبر العدول عن ذلكناجماً عن اتّباع الهوى كما قال سبحانه:(فَلاَ تَتَّبِعُوا الهَوَى أَنْتَعْدِلُوا)(النساء: 135).ورفض أن يكون أيّ شيء مانعاً من تطبيقهوإجرائه خصوصاً شن آن قوم على ذلكومعاداتهم بسبب إجراء العدل فقال: (وَلاَيَجْرِمَنَّكُمْ شَنَ آنُ قَوْم عَلَىأَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَأَقْرَبُ لِلتَّقْوَى واتَّقُوا اللّه)(المائدة: 8).وقد اعتبره الإسلام أجمل مطلب يطمح إليهالنوع الإنسانيّ إذ قال الصادق (عليهالسلام): «العدلُ أحلى من العسل» (1).وذلك لأنّ العدل طريق إلى تحقّق الأمنالاجتماعيّ، فلولاه لما بقي من الأمن أثرولا خبر. ولهذا كان أهمّ وظيفة من وظائفالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم هوإجراء العدل وبسطه في المجتمع إذ قالسبحانه: (وَأُمِرْتُ لأِعْدِلَبَيْنَكُمْ)(الشورى: 15).وراح القرآن الكريم يقارن بين من يعدلوبين من لا يعدل، ويستنكر التسوية بينهماإظهاراً لأهمّية العدل، إذ قال: (هَلْيَسْتَوي هُوَ وَمَنْ يَأمُرُ بِالعَدْلِوَهُوَ عَلَى صِرَاط1- سفينة البحار 1: 166.