3 ـ الإسلام يقرّ مبدأ التنافس
إنّ الإسلام لم يكتف بالحثّ على العملوالسعي بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث أقرالتنافس السليم لأنّ ذلك يوجب تفتّحالمواهب وتحرّك القابليّات الذي من شأنهتقدّم الاقتصاد، بل وازدهار الحياة،ولذلك فهو يقرّ كلّ ملكيّة حاصلة عن سببمشروع كائناً من كان صاحبها، فلا يؤمموسائل الإنتاج بصورة مطلقة لأنّ ذلك يقتلالدوافع الذاتيّة لدى الأفراد، ويقضي علىالحوافز الشخصيّة، ويوجب ذلك شللالاقتصاد كما هو الحال في الأنظمةالاشتراكيّة، ولكنّه منعاً من ظهورالرساميل الكبيرة ـ جدّاً ـ جعل الإسلامالمنابع الطبيعيّة ـ التي سيوافيك ذكرهافي الأنفال ـ في ملكيّة الدولةالإسلاميّة.ولا يخفى أنّ الكثير من الرساميلوالثروات الضخمة الهائلة جداً تنشأ عادةمن استيلاء الأفراد على هذه المنابعواستقلالهم ـ دون الناس ـ باستثمارهاواستخراجها دون رقيب، وبلا حساب، ويكفي أننعرف أنّ في إيران وحدها (800) نوعاً منالمعادن الغنيّة جدّاً، في حين لا يستثمرسوى عُشر هذه المعادن لا أكثر وهي تشكّلثروات لا يمكن تحديد عائداتها إطلاقاًولقد كان استثمار أكثر هذه المعادن فيالعهد المباد يعود إلى جماعة خاصّة منالرأسماليين الكبار الذين كنزوا منعائداتها ثروات لا تحدّ ولا تعدّ.إنّ الإسلام بتأميمه للثروات الطبيعيّةوجعلها للعموم منع من ظهور الملكيّاتالهائلة.هذا مضافاً إلى أنّ الدولة الإسلاميّةيجوز لها أن تمنع الأفراد من توظيفالأموال في1- نور الثقلين 5: 354 ـ 355.