قد أوقفك ما مضى من البحث على لون الحكومةبعد وفاة النبيّ (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) وعرفت حقّ المقال فيه بما لا يبقىلمشكّك شكّ، ولا لذي ريب ريب.غير أنّ المهمّ ـ الآن ـ هو، بيان صيغةالحكومة في العصور الحاضرة التي لا تتمكنالاُمّة فيها من الوصول إلى الإمامالمنصوص عليه باسمه وشخصه، وهذا هو ماعقدنا له الفصل التالي.
ماذا كُتب حول الحكومة؟
إنّ إيضاح صيغة الحكومة الإسلاميّة فيهذه العصور، وبيان مناهجها وخطوطهاوخصائصها مع كونها من أهمّ الموضوعاتالحيويّة، لم يبذل علماء الفريقين حولهاالجهود الكبيرة اللائقة بشأنها، وذلكلسبب في جانب أهل السنّة، وسبب في جانبالشيعة.أمّا الأوّل، فبما أنّ الاسلوب الّذيتمّت به خلافة الخلفاء في العصر الأوّل قدصار ملاكاً للحكومة الإسلاميّة عندهموحسبوا أنّه المعيار الصحيح ولأجل ذلك صارهذا