مسيحيّوا الأردن كتاباً قالوا فيه:
(أنتم أيها المسلمون أحبّ إلينا من الروم،وإن كانوا معنا على دين واحد لكنّكم أوفىلنا، وأرأف وأعدل، وأبرّ، إنّهم حكمونا،وسلبوا منّا بيوتنا وأموالنا)(1).
وقد كان هذا الكلام كتبه قسّيس أنطاكيةالكبير الذي دفعه ظلم الروم وجفوتهموقسوتهم ـ رغم نصرانيّتهم ـ إلى اللجوءإلى أحضان المسلمين، والاحتماء بالنظامالإسلاميّ العادل الرحيم.
فهو يعترف في موضع آخر من رسالته قائلاً:
(إنّ إله الانتقام لمّا رأى شرور الرومالذين لجأوا إلى القوّة فنهبوا كنائسناوسلبونا ديارنا في كافّة ممتلكاتهموأنزلوا بنا العقاب في غير رحمة ولا شفقة،أرسل أبناء إسماعيل (أي العرب المسلمين) منبلاد الجنوب (أيّ مكّة والمدينة) لتخليصنامن قبضة الروم)(2).
ثمّ يكتب مؤلّف «الدعوة إلى الإسلام»قائلاً:
(أمّا ولايات الدولة البيزنطيّة التيسرعان ما استولى عليها المسلمون ببسالتهمفقد وجدت أنّها تنعم بحالة من التسامح لمتعرفها طوال قرون كثيرة بسبب ما شاع بينهممن الآراء اليعقوبيّةوالنسطوريّة(المتضاربة فيما بينها) فقدسمح الإسلام لهم أن يؤدّوا شعائر دينهمدون أن يتعرّض لهم أحد، اللّهمّ إلاّ إذااستثنينا بعض القيود التي فرضت عليهممنعاً لإثارة أيّ احتكاك بين أتباعالديانات المتنافسة) (3).
وقد دفعت مداراة المسلمين وحسن معاشرتهمومعاملتهم لأهل الكتاب في أن يجدوا أمنهمالمطلوب في كنف المسلمين، ويحسّوابالطمأنينة في ظلال الحكومة الإسلاميّةوالنظام الإسلاميّ حتّى أنّ الأدلّةالتاريخيّة والشواهد القطعيّة الكثيرةتشهد على أنّ الكثير من النصارى الذينكانوا يطاردون من قبل الكنيسة الرسميّة فيبيزنطية
1- الدعوة إلى الإسلام تأليف السير توماسأرنولد: 53.
2- الدعوة إلى الإسلام تأليف السير توماسأرنولد: 53.
3- الدعوة إلى الإسلام تأليف السير توماسأرنولد: 53.