10 ـ الإسلام والبلاد المفتوحة
لقد كان المتعارف في العصور الماضية إذااستولت دولة على بلد، أن تفعل فيه ما تشاءمن القتل والتشريد والاسترقاق والنهب وماشابه ذلك، وإلى ذلك أشار القرآن الكريم إذقال: (إنَّ الْملوكَ إِذَا دَخَلُواْقَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُواْأَعِزَّةَ أَهْلهَا أَذِلَّةًوَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) (النمل: 34).وأدلّ دليل على ما ذكره التاريخ من أعمالالملوك والقادة عند فتحهم للبلاد،وللمثال نذكر القصّة التالية:لمّا دخل إسكندر المقدونيّ فارس هدم حصونفارس، وبيوت النيران وقتل الهرابذة،وأحرق كتبهم واستعمل على مملكة فارسرجالاً وسار قدماً إلى أرض الهند فقتلملكها، وهدم مدنها، وخرّب بيوت الأصناموأحرق كتب علومهم ثمّ سار منها إلى الصين(1).ولا يخفى عليك ما ارتكبه جيش المغولوالتتار من الدمار والجرائم عند غزو إيرانوالعراق وارتكاب ما لا يمكن ذكره في هذاالمختصر، وقد كانوا يفعلون كلّ ذلكاستناداً إلى ما كانوا يعتقدونه من حقّالتسخير والفتح للفاتحين.نعم إنّ الحقوقيّين قرّروا اُموراً لمنيسخّرون البلاد ويفتحونها ولكن من ترىيصغي لهم ويعمل بما قرّروه من قيودوأحكام، فليس كلّ ما تقرّره المؤسّساتالعالميّة من اُمور تجريه الدول وتنفّذهالحكومات، فهذه منظمة الاُمم المتّحدةلايتجاوز أحكامها عن1- الكامل لابن الاثير 2: 160.