يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِيالأعْرابِ يَسْألُونَ عَنْأَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيْكُمْمَا قَاتَلُواْ إِلاَّ قَلِيلاً)(الأحزاب:10ـ20).وهذه الآيات; تشرح بصراحة ما عليه جماعةكثيرة من أصحاب النبيّ ولا تختصّبالمنافقين; لقوله سبحانه: (إِذْجَاءُوكُمْ.. مِنْ فَوقِكُمْ.. وَمِنْأَسْفَلَ مِنْكُمْ) وقوله سبحانه:(وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)عاطفاً لها على المنافقين فقال(وَالَّذِينَ)ولم يقل(الذين).نعم كانت في صحابة النبيّ ثلة جليلة بالغةمنتهى الإيمان والعمل، وهم الذين عناهماللّه تعالى بقوله: (وَلَمَّا رَأَىالْمُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قالُوا: هَذَاما وَعَدَنَا اللّهُ وَرَسُولُهُوَصَدَقَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَمَازَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانَاًوَتَسْلِيماً * مِنَ الْمُؤْمِنِينَرِجالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللّهَعَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُوَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرْ وَمَابَدَّلُواْ تَبْدِيلاً). (الأحزاب: 22ـ23).
إجابةٌ عن سؤال
ولعل القائل يقول: بأنّهم كيف لم يبلغواالدرجة الكاملة في أمر القيادة مع أنّهم;حطّموا امبراطوريتين كبيرتين، وبنوا فوقأنقاضها صرح الإسلام، أضف إلى ذلك; أنّهسبحانه وصفهم في سورة الفتح بقوله:(فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ)(الفتح: 29).فهو يدل على كفاءتهم في أمر القيادةوالاعتماد على أنفسهم; حيث شبّههم بالزرعالمستغلظ القائم على سوقه.ولكن الإجابة على هذا السؤال سهلة بعدالوقوف على ما نذكره:1ـ إنّ التسلّط على الامبراطوريّتين لميكن نتيجة قوة القيادة وصحتها، بل كانلقوّة تعاليم الإسلام; أكبر سهم في نفوذهموسيطرتهم عليهما، حيث كانت التعاليمبمجرّدها تسحر القلوب، وتجذب العقولوتفتح الطريق خاصّة بين تلك الشعوب التيطالما عاشت الضغط والحرمان، وعانت منالظلم والاضطهاد المرير.