[إلى أبيه] فأعلمه) (1).2ـ نقل الحافظ أبو نعيم الأصفهانيّالمتوفىّ عام (430) أنّ عبد اللّه بن عمر دخلعلى أبيه قبيل وفاته فقال: (إنّي سمعتالناس يقولون مقالةً فآليت أن أقولها لكوزعموا أنّك غير مستخلف وأنّه لو كان لكراعي إبل ـ أو راعي غنم ـ ثمّ جاءك وتركهالرأيت أن قد ضيّع، فرعاية الناس أشدّ) (2).3ـ قدم معاوية المدينة ليأخذ من أهلالمدينة البيعة ليزيد; فاجتمع مع عدة منالصحابة إلى أن أرسل إلى ابن عمر، فأتاهوخلا به فكلّمه بكلام وقال: إنّي كرهت أنأدع امّة محمّد بعدي كالضأن لا راعي لها.(3).كلّ هذه النصوص; تدلّ بجلاء على أنّادّعاء انتخاب الخليفة عن طريق الاستفتاءالشعبيّ أو بمراجعة أهل الحلّ والعقد، أواتفاق الأنصار والمهاجرين لم يكن له أصلولا ذكر في دراسات المتقدمين من أعلامالتاريخ وكتّاب السيرة وعلماء المسلمين.ولو دل هذا الأمر على شيء فإنّما يدلّعلى، أنّ الأصل الذي كان يعتقد به الصحابةوالخلفاء في مسألة الخلافة والقيادة; كانهو التنصيص والتعيين، وعدم ترك الأمر إلىنظر الاُمّة وانتخابها.
نظرية تفويض الأمر إلى الاُمّة بعدالنبيّ
إنّ في الاُمّة الإسلاميّة طائفةً كبيرةًتعتقد; بأنّ أمر الحكومة بعد وفاة النبيّصلّى الله عليه وآله وسلّم كان مفوضاً إلىانتخاب الاُمّة ونظرها، وهم يستندون فيذلك إلى عمل المسلمين في تعيين الخليفةبعد رسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم.1- الإمامة والسياسة للدينوريّ: 32.2- حلية الأولياء 1: 44.3- الإمامة والسياسة 1: 168 (طبعة مصر).