وهكذا تكون الاُمّة ـ في نظر الإسلام ـمصدر السلطة الذي له أن يختار وينتخبحكّامه، وتكون الحكومة نابعةً من إرادته.
5ـ العقل ُ وتشكيل الدولة
يعتبر (العقل) أحد الأدلّة الشرعيّة التييستند إليها الفقهاء في استنباط الأحكامجنباً إلى جنب مع القرآن والسّنةوالاجماع.وقد أشبع العلماء البحث في حجّية العقل فيالموارد التي له الحكم فيها.لقد دلّ العقل هذا على وجوب تشكيل الدولةمن جانب الاُمّة، وذلك لما في إقامةالدولة من حفظ النظام الإنسانيّ.. ومنالمعلوم أنّ حفظ النظام الإنسانيّ منالواجبات العقليّة التي يحتِّمها العقلعلى البشر.فإنّه يتوجب على البشر ـ بحكم العقل ـ أنيبذل غاية جهده في إقرار النظام وحفظهوالدفاع عنه وصيانته، إذ في ظلّ النظاميمكن أن يحصل الإنسان على سعادته وسلامتهويضمن مصالحه ومستقبله.ولأجل هذا; نجد الشعوب تقرّر أنظمةًوقوانين لحفظ هذا النظام رغم أنّ بعضها لايتديّن بدين ولا يتمسّك بشريعة إلهيّة.وهذا إنّما يدلّ على أنّ موضوع إقامةالنظام الاجتماعيّ، ممّا يقُّر به الناسويذعنون له عقلاً وبديهةً، قبل أن يأتيلهم في ذلك شرع ودين.فهذه إذن حقيقة لانقاش فيها.ولكن ترى; هل يمكن للمجتمع أن يقوم بنفسه ـورغم عدم تخصُّصه في شؤون الإدارة، وعدمتفرغه لها ـ بحفظ النظام وإقراره؟أو هليمكن التوصل إلى ذلك بمجرد أن يؤمن الناسبهذه الحقيقة إيماناً مجرّداً من أيّرادع، ومن دون أنّ يكون ثمة جهاز يتولّى