1/ مراقبة الموظّفين
إنّ أوّل ما تهدفه الحكومة الإسلاميّة هوخدمة الاُمّة، وتنفيذ الأحكام الإسلاميّةبأمانة ودقّة، وهذا لا يتحقّق إلاّ بأنيقوم جميع الموظفين ـ في هذه الحكومة ـبواجباتهم ووظائفهم الإداريّة بأمانةوصدق وانضباط، ولتحقيق هذا الأمر يحاولالإسلام في الدرجة الاُولى أن يختارللمناصب والوظائف الحكومية كلّ أمين صادقمن الموظّفين كمّا مرّ عليك سابقاً ولكنّالدولة الإسلاميّة لا تكتفي بالاختيارالحسن لموظّفيها، وتتركهم دون مراقبةونظارة، بل تنصب من تراقبهم وترصد أعمالهمليقوموا بمسؤوليّاتهم دون تلكّؤ ويؤدّواواجباتهم الإداريّة والحكوميّة دون تقصيرفها هو الإمام الرضا (عليه السلام) يقول:«كان رسولُ اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم إذا بعث جيشاً فأمّهُم أمير بعثمعهُ من ثُقاته من يتجسّس لهُ خبرهُ» (1).وفي عهده المعروف لمالك الأشتر يوصيالإمام عليّ مالكاً بإرسال من يراقبعمّاله، ويرفع إليه عنهم الأخباروالتقارير فيقول: «وابعث العُيون من أهلالصّدق والوفاء عليهم فإنّ تعاهُدك فيالسرّ لاُمُورهم حدوة لهُم على استعمالالأمانة والرفق بالرّعية. وتحفّظ منالأعوان فإن أحد منهُم بسط يدهُ إلى خيانةاجتمعت بها عليه عندك أخبارُ عُيُونكاكتفيت بذلك شاهداً فبسطت عليه العقُوبةفي بدنه وأخذتهُ بما أصاب من عمله ثُمّنصبتهُ بمقام المذلّة، ووسمتهُ بالخيانة،وقلّدتهُ عار التّهمة» (2).وهكذا يؤكّد الإمام عليّ (عليه السلام)على ضرورة تعيين جهاز يراقب أعمالالموظّفين وأصحاب المناصب الحكوميّة، ثمّيؤكّد عليه أن يختار لهذا الجهاز من يثقبأخباره من الأفراد ثقة مطلقة إلى درجةيكتفي بأخبارهم إذا أخبروا عن خيانة أوتقصير، وهذا يعني أن يكون أعضاء جهاز(الاستخبارات) من الرجال الصالحين إلىدرجة يثق الحاكم1- قرب الاسناد: 148.2- نهج البلاغة: قسم الكتب: الرقم 53.