8 ـ الأخلاق عامل أصيل
إنّ جميع المفاهيم الأخلاقية لا معنى لهاولا مبرّر في النظامين الاقتصادييّن(الرأسماليّ والاشتراكيّ) إلاّ إذا ساعدتعلى زيادة الإنتاج وزيادة الاستهلاكوإنجاح الأهداف الاقتصاديّة، بل إنّالفكر الاشتراكيّ يعتبر الأخلاق وليدةالظروف الاقتصاديّة، وبذلك تعتقد بعدمأصالتها في الحياة البشريّة، ولكنالإسلام يعتبر لهذه المفاهيم أصالةوواقعيّة بصرف النظر عن القضاياالاقتصاديّة وإن كانت ترتبط بها أحياناً.ولهذا ورد الحثّ عليها حثّاً مطلقاًوأكيداً فقال رسول اللّه صلّى الله عليهوآله وسلّم: «إنّ اللّه يحبّ مكارمالأخلاق ويبغض سفسافها» (1).وعن أبي عبد اللّه الإمام الصادق (عليهالسلام) أنّه قال: «عليكم بمكارم الأخلاقفإنّ اللّه عزّ وجلّ يحبّها، وإيّاكمومذامّ الأخلاق فإنّ اللّه عزّ وجلّيبغضها» (2).فالذي يطلب الدنيا وشهواتها ولذائذهاويضحّي في سبيل ذلك بكلّ القيم والأخلاقفهو إنسان في صورته وحيوان في سيرته كماقال الإمام عليّ (عليه السلام): «فالصورةصورة إنسان والقلب قلب حيوان لا يعرف بابالهدى فيتّبعه ولا باب العمى فيصدّ عنهفذلك ميت الأحياء» (3).1- سفينة البحار 1: 411.2- وسائل الشيعة (كتاب جهاد النفس) 11: 156.3- نهج البلاغة: الخطبة 83.