الاُسس الفكريّة للحكومة العالميّة - مفاهیم القرآن جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفاهیم القرآن - جلد 2

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

«350»

كافّة(1)، وإنّ مراجعة واحدة لمجموعةالرسائل والمكاتيب النبويّة وسيرة النبيّصلّى الله عليه وآله وسلّم وسيرة أصحابهوما تحقّق من فتوحات على أيدي المسلمينتكشف عن أنّ الإسلام بدأ في صورة دعوة إلىحكومة عالميّة تعيش في ظلّها الشعوبالمختلفة جنباً إلى جنب بلا فوارق ولافواصل ودونما مطاحنات أو مشاحنات ولكن سعيالإسلام هذا كان مبتنياً على اُسس معقولةومنطلقاً من حقائق يكون التنبيه إليهاضماناً لتحقيق ما أراده الإسلام، ولم تكندعوة الإسلام مجرّد ادّعاء ودعوة فارغة لاتقوم على شيء فما هي هذه الاُسس؟

الاُسس الفكريّة للحكومة العالميّة

إنّ الإسلام يقيم دعوته إلى حكومةعالميّة واحدة على سلسلة من الاُسسوالمبادىء الفكريّة الضامنة للوحدة بينشعوب الأرض، وهي عديدة أهمّها وأبرزها:«المساواة بين جميع أبناء البشر»فالإسلام ينبه البشر إلى أنّهم متساوون فيالخلق فكلّهم من آدم و حواء وكلاهما منتراب وهم متساوون في الإنسانيّة والمشاعرالبشريّة ومتساوون في المصير فكلّهمراجعون إلى اللّه تعالى وإذا كانوا كذلكفلماذا يختلفون في القوميّة، ولماذايتميّز بعضهم على بعض بالعنصر، أو الأرض،أو غير ذلك من ألوان التمييز الظالمودواعيه الوهميّة و إلى هذا يشير قولاللّه تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّاسُإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَاُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبَاًوَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّأَكرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ)(الحجرات: 13)(2).

وقوله سبحانه: (إلى اللّهِ مَرْجِعُكُمْجَمِيعَاً) (المائدة: 48).

إنّ هاتين الآيتين وماشابههما من الآياتالقرآنيّة تعلن بصراحة عن وحدة أبناء

1- راجع كتابي: الوثائق السياسيّة،ومكاتيب الرسول، وسيوافيك قسم من هذهالكتب في الجزء الثالث من موسوعتنا هذا،عند البحث عن كون دعوة الرسول دعوةعالميّة لاإقليميّة.

2- إنّ الملاحظ أنّ القرآن وجّه أكثردعواته إلى الناس فقال (يَا أَيُّهَاالنَّاسُ) ولم يوجهها إلى طائفة خاصّة فلميقل يا أيّها القريشيّون أو يا أهل مكّة،أو يا أهل الحجاز أو أيّها البيض أو أيّهاالعرب.

/ 624