الاُسس الفكريّة للحكومة العالميّة
إنّ الإسلام يقيم دعوته إلى حكومةعالميّة واحدة على سلسلة من الاُسسوالمبادىء الفكريّة الضامنة للوحدة بينشعوب الأرض، وهي عديدة أهمّها وأبرزها:«المساواة بين جميع أبناء البشر»فالإسلام ينبه البشر إلى أنّهم متساوون فيالخلق فكلّهم من آدم و حواء وكلاهما منتراب وهم متساوون في الإنسانيّة والمشاعرالبشريّة ومتساوون في المصير فكلّهمراجعون إلى اللّه تعالى وإذا كانوا كذلكفلماذا يختلفون في القوميّة، ولماذايتميّز بعضهم على بعض بالعنصر، أو الأرض،أو غير ذلك من ألوان التمييز الظالمودواعيه الوهميّة و إلى هذا يشير قولاللّه تعالى: (يَاأَيُّهَا النَّاسُإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَاُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبَاًوَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّأَكرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ)(الحجرات: 13)(2).وقوله سبحانه: (إلى اللّهِ مَرْجِعُكُمْجَمِيعَاً) (المائدة: 48).إنّ هاتين الآيتين وماشابههما من الآياتالقرآنيّة تعلن بصراحة عن وحدة أبناء1- راجع كتابي: الوثائق السياسيّة،ومكاتيب الرسول، وسيوافيك قسم من هذهالكتب في الجزء الثالث من موسوعتنا هذا،عند البحث عن كون دعوة الرسول دعوةعالميّة لاإقليميّة.2- إنّ الملاحظ أنّ القرآن وجّه أكثردعواته إلى الناس فقال (يَا أَيُّهَاالنَّاسُ) ولم يوجهها إلى طائفة خاصّة فلميقل يا أيّها القريشيّون أو يا أهل مكّة،أو يا أهل الحجاز أو أيّها البيض أو أيّهاالعرب.