بحث وتنقيب
ولعلّك تقول: لو حثّ الإسلام مثل هذاالحثّ على الكتابة والتدوين فلماذا نهىالخليفة الثاني عن كتابة الحديث في حينكان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّميحثّ أصحابه على كتابة ما يسمعونه منه. فقدأخرج صاحب غوالي اللئالي عن عمر بن شعيب عنأبيه وجدّه قال قلت: يا رسول اللّه أكتبكلّ ما أسمع منك؟ قال صلّى الله عليه وآلهوسلّم: «نعم»، قال: قلت في الرضا والغضب؟قالصلّى الله عليه وآله وسلّم: «نعم فإنّيلا أقول في ذلك كلّه إلاّ الحقّ»(4).وقد أملى صلّى الله عليه وآله وسلّم كتباًفي الشرائع والأحكام كان قد جهّز بها رسلهوعمّاله في الأقطار المفتوحة وقد احتفظبها المسلمون وأوردها أصحاب السيروالمعاجم وأهل الحديث والتفسير في كتبهموهذه الصحف تعرب قبل كلّ شيء عن عنايةالرسول بحفظ علوم الرسالة وذخائر النبوّةوأحكام الدين ودساتيره ليستفيد منهاالقريب ويرجع إليها النائي.وقد تواتر عن الفريقين أنّ النبيّ صلّىالله عليه وآله وسلّم قبض وفي قراب سيفه أوذؤابة سيفه كتاب أو كتابان (5).1- القرمطة بين الحروف، المقاربة بينهاوتضييق فواصلها.2- نهج البلاغة: قصار الكلم (الرقم 315).3- حديث مشهور.4- راجع الذريعة 1: 6، التاج 1: 61.5- صرّح بذلك إمام الحنابلة في مواضع منمسنده راجع المسند 1: 81، 100،119،126، 132، صحيحمسلم 4: 217، السنن الكبرى 8: 30.