من نتائج العدل
إنّ من أبرز نتائج العدل وثماره هو خروجالقابليات إلى كمالها، ونموّها وتكاملهالأنّ صاحب القابليات والمواهب إذا عرف أنّجهده لا يضيع، وأنّه لو أظهر نبوغه وعملعلى ابراز قابليّته فاز بالمقام والتقديردون حيف وجور، اجتهدفي ذلك، وأعطى من نفسهوراحته ما يحقّق تقدّمه وهذا بعكس ما إذاكان الملاك للتقدير في المجتمع هوالعلاقات والخداع، والدهاء فعندئذ تبقىالمواهب والقابليات محبوسة في مواضعهاخامدة جامدة.إنّ التعامل على أساس العدل وموافاة كلّذي حقّ حقّه، وتقديم الضوابط على العلاقاتيطمئنّ الناس إلى مصير سعيهم ونتيجة عملهمويشجّعهم على الخير والاجتهاد فينطلقالمحسن في إحسانه ويرتدع المسيء عنإساءته.ولأجل هذا قال الإمام عليّ (عليه السلام)في عهده المعروف للأشتر النخعيّ: «ولايكوننّ المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء،فإنّ في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان فيالإحسان، وتدريباً لأهل الإساءة علىالإساءة» (1).ويكفي إظهاراً لأهمّية العدل وعظمة دورهفي إسعاد المجتمع أنّ اللّه سبحانه جعلإقامة العدل، الهدف النهائيّ لإرسالالرسل والأنبياء إلى البشريّة وإنزالالكتب عليهم إذ قال: (لَقَدْ أرْسَلَنْارُسُلَنَا بِالبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَامَعَهُمُ الكِتَابَ وَالمِيزَانَلِيقُومَ النَّاسُ بِالقِسْطِوَأَنْزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأسٌشَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ)(الحديد:25).1- نهج البلاغة: قسم الكتب الرقم 53.