بل هم على أقسام تحدّث عنها القرآنالكريم، ويقف عليها من استشفّ الحقيقة عنكثب، كما لم تبلغ الاُمّة إلى حد الإكتفاءالذاتي في القيادة، كما هو محط البحث.
ب ـ الاُمّة الإسلاميّة والخطر الثلاثيّ
من الواضح لكل مطلع على أوضاع الاُمّةالإسلاميّة قبيل وفاة النبيّ صلّى اللهعليه وآله وسلّم أنّ الدولة الإسلاميّةالحديثة التأسيس كانت محاصرة من جهتيالشمال والغرب بأكبر إمبراطوريّتينعرفهما تأريخ تلك الفترة، إمبراطوريّتانكانتا على جانب كبير من القوة والبأسوالقدرة العسكرية المتفوّقة مما لميتوصّل المسلمون إلى أقل درجة منها... وتلكالامبراطوريّتان هما: الروم، وإيران.هذا من الخارج.وأمّا من الداخل; فقد كان الإسلاموالمسلمون يعانون من جماعة المنافقينالذين كانوا يشكّلون العدوّ الداخليالمبطّن(أو ما يسمى بالطابور الخامس).ولأجل أن نعرف مدى الخطر المتوجّه من هذهالجهات الثلاث على الاُمّة والدولةالإسلاميّة يجدر بنا أن ندرس كلّ واحدةمنها بالتفصيل:
1ـ خطر إمبراطوريّة إيران
لقد كانت إيران إمبراطوريّةً ضخمةً، ذاتحضارة متقدمة زاهرة، وذات سلطان عريضفرضته على عدد كبير من المستعمرات أحقاباًمديدةً من السنين، ممّا أكسبت ملوكهاوزعماءها روح التسلّط والسيطرة، وأصبح منالعسير أن يعترفوا بسيادة امّة طالما كانتتعيش تحت سلطانهم في العراق واليمن، وهمالذين لم يعترفوا بالسيادة لأحد قروناًطويلةً، فلأجل هذه الغطرسة والأنانية شمخالامبراطور الفارسيّ (خسرو برويز) بأنفهعندما أتته دعوة الرسول صلّى الله عليهوآله وسلّم فمزّق رسالته المباركة التيكتبها صلّى الله عليه وآله وسلّم يدعوهفيها إلى الإسلام وعبادة اللّه تعالى..وكتب إلى عامله باليمن: