إنّ أفضل تسمية لهذا المجلس هو (مجلسالشورى الإسلاميّ)لاستناده إلى قاعدتي:القوانين الإسلاميّة، والشورى بين نوابالشعب، وبهذا يكون هذا المجلس وطنيّاًحقيقيّاً لأنّه ينبثق من إرادة الشعببصورة حقيقيّة.وأمّا الشواهد والأدلّة التي تدلّ علىضرورة وجود مثل هذه السلطة في الحياةالإسلاميّة، من الكتاب والحديث فهي أكثرمن أن تحصى، فإنّ الآيات القرآنيّةوالأحاديث تدلّ بصراحة لا تقبل نقاشاً علىأنّه يجب على الاُمّة الإسلاميّة أن تعالجمشاكلها بالمشاورة وتبادل الرأي.وستوافيك نصوص المشاورة.
انتخاب فريق الشورى:
لمّا كانت تقع على عاتق فريق الشورىمسؤوليّة التشاور في التدابير المهمّةوالخطيرة، ورسم سياسة الدولة والمجتمع،لذلك; فإنّ أصح الطرق وأفضلها إلى إيجادهذا الفريق هو انتخابها من جانب الاُمّة،على أنّ عموميّة حقّ السيادة لجميعأفرادالاُمّة تقتضي أن يشترك جميع أبناءالاُمّة في مثل هذا الانتخاب، لتكونالسلطة التشريعيّة منبثقةً عن إرادةالاُمّة بصورة حقيقيّة، وموافقةً لرضاهاعامّة.ولا شكّ أنّ الذين يتمتّعون بحقّالانتخاب هذا لا بدّ أنّ يتّصفوا بالبلوغفي السنّ، والرشد في الفكر، لأنّ انتخابالفرد الأصلح للمجلس الذي يتحمّلمسؤوليّة التصميم والقرار، يعتمد على وعيالمنتخب ورشده وهو أمر لا يتوفّر إلاّ فيالبالغين سنّاً وعقلاً.وإنمّا يجب أن يكون فريق الشورى وأعضاءالمجلس النيابيّ مختارين ومنتخبين منجانب الاُمّة، لأنّ قاعدة «سلطة الناس علىأموالهم وأنفسهم» تقتضي أن لايقيم أحد أوجماعة أنفسهم نوّاباً عن الناس دون أنيكون للناس دور في انتخابهم واختيارهم،وإن اعتادت اُمّتنا طوال القرون الأخيرةعلى هذا النمط من النيابة المزعومة،