الشخصيات المؤهلة القادرة على الدفاعالحازم.بل لابدّ من الاعتراف بأنّ القوّةالعسكريّة وحدها غير كافية للمحافظة علىسطوع الدين وبقائه، وسلامته على مدارالزمان، فلابدّ ـ مضافاً إلى ذلك ـ من وجودالشخصيّات العلميّة اللائقة التي تحرسسياج الدين، وتلبّي احتياجات الاُمّة،وتمدّها وتمدّ عقيدتها بطاقة البقاءوالاستقامة والحياة.من هنا يتعين على صاحب الدعوة تربيةوتعيين من يكون جديراً بتحمل هذهالمسؤولية وقادراً على القيام بها لينيرللمسلمين طريقهم، ويصون من شبهاتالعابثين المغرضين إيمانهم وعقيدتهم.
5ـ الفراغ في مجال صيانة الدين من التحريف
إنّ من أهم ما كان يقوم به النبيّ العظيمصلّى الله عليه وآله وسلّم هو محافظتهالشديدة على الدين وصيانته من التحريفوالدسّ، فقد كان يعلم المسلمين كتابهمالعزيز، ويراقب ما أخذوه عنه من اُصولوفروع فينبّه على خطأهم، ويدلّهم علىالحق.و لا ريب أنّ من أبرز ما تتمتّع به امّة منالامم; هو قدرتها على حفظ دينها من كيدالكائدين ودس الداسيّن وتحريف المحرفين،وهو الخطر الذي تعرضت له جميع الأديانالسالفة والمذاهب السابقة وعانت منه أسوءأنواع الدسّ والتحريف وإلى هذا يشيرالقرآن إلى ما عانى منه دين موسى على أيديأتباعه اليهود، إذ قال: (مِنَ الَّذِينَهَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْمَوَاضِعِهِ) (النساء: 46).ولقد كان النبيّ صلّى الله عليه وآلهوسلّم يقوم بهذه المهمة الخطيرة في حياتهالشريفة.. فكيف يمكن تحقيق ذلك بعد وفاته؟وكيف يمكن حفظ الدين من التحريف بعده؟!إنّ صيانة الدين من التحريف والدسّ، لاتمكن إلاّ إذا توفرت لدّى الاُمّة اُمورثلاثة: