لاشكّ في أنّ أهمّ ما جاء به الإسلام مناُصول اجتماعيّة هو الحريّة العقائديّةوالشخصيّة، والاحترام الكامل للإنسانوعقائده، وأفكاره وأسراره، ولذلك فهو لميسمح بتفتيش عقائد الأفراد ومنع من محاولةالتعرّف على أسرارهم ودخائل حياتهم وإلىذلك أشار القرآن الكريم بقوله: (وَلاَتَجَسَّسُوا) (الحجرات: 12).كما أنّه لم يسمح لأحد ـ فيما لو اطّلع علىدخيلة أحد أو علم بسرّ من أسراره الخاصّة ـأن يبوح به للناس، أو يفضحه على رؤوسالعباد وإلى ذلك أشار القرآن الكريمبقوله: (وَلاَيَغْتَبْ بَعْضُكُمْبَعْضَاً) (الحجرات: 12)، فهاتان الجملتاناللتان وردتا في آية واحدة تكشفان عن هذاالأصل الإسلاميّ الذي أشرنا إليه إلاّ وهوالحفاظ على أسرار الآخرين وحرمة الاطّلاععليها، وهو أصل دلّت عليه الرواياتوالنصوص المتضافرة القاطعة في النهي،والتحريم والتحذير.