يشهدا العالم اليوم سعياً شديداً منالشرق والغرب لنزع السلاح أو الحدّ منالتسلّح، وهوأمر يتبنّاه كثير منالحقوقيّين والمفكّرين غير أنّهم لمينجحوا في ذلك اللهمّ إلاّ في حقّ الشعوبالضعيفة حيث تمكّن الدول العظمى من إبقاءهذه الشعوب في إطارات محدودة من التسلّحفيما مضت هي في تسليح نفسها حتّى قمّةرؤوسها.ويرجع فشل هؤلاء الحقوقيّين والساعين إلىأنّهم يطلبون أمراً غير عمليّ فالإنسانينزع بصورة فطريّة إلى السيطرة،والاستيلاء وهي نزعة تجرّه إلى أن يسلّحنفسه بما يتسنّى له من أسلحة.ولذلك فإنّ الإسلام يعمد ـ بدل الدعوة إلىنزع السلاح أو ما شابهه إلى تغيير هدفالتسلّح، ووجهة الكفاح والنضال فهو يحثّالبشريّة على أن تجعل نضالها من أجلالعقيدة الإلهيّة وبسط العدالةالاجتماعيّة.وعندئذ يتغيّر استعمال الأسلحة بتغيّرالأهداف والمقاصد ولا يضير التسلّح ولايشكّل خطراً على أحد.وبالجملة إذا كان النضال من أجل عقيدةدينيّة صحيحة وبوحي منها وتوجيه منتعاليمها تحدّد استخدام الوسيلة الحربيّةبصورة قهريّة، وأحسن الإنسان استعمالهاتبعاً لذلك، ولهذا يتعيّن على المصلحينالسعي في هذا المجال لتثمر جهودهم وتتخلّصالبشريّة من الرعب الناشىء عن سباقالتسلّح إذ في غير هذه الصورة لن تثمرجهودهم ويبقى الحدّ من التسلّح أو عدماستخدامه في تدمير الحياة أملاً بعيدالمنال.
6 ـ الحصانة الدبلوماسيّة في الإسلام
كما يمتلك الإسلام نظاماً للقتال والحربكذلك يمتلك نظاماً رائعاً في حال