الإسلاميّ بأخبارهم.
ومن المعلوم أنّ جهازاً من هذا النوعوأعضاء من هذا القبيل لا يمكنّ أن يتحوّلإلى جهاز جهنّمي على غرار ما يوجد الآن فيالبلاد الإسلاميّة في ظلّ الحكوماتالطاغوتيّة الراهنة التي تتحكّم في أعراضالناس ودمائهم وأموالهم وتتجاوز علىحقوقهم دون أن يجرأ أحد على الاعتراض أوالشكوى.
ويبدو أنّ الإمام عليّاً (عليه السلام)نفسه كان له عيون ورجال يتجسّسون له علىولاته وعمّاله في مختلف البلاد حيث إنّنانجده يعاتب بعض ولاته على اُمور غير لائقةبهم ـ كولاة وحكّام إسلاميّين ـ صدرتعنهم، ونرى نموذج ذلك في كتابه إلى عثمانبن حنيف وكان عامله على البصرة، وقد بلغهأنّه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضىإليها فكتب الإمام (عليه السلام) إليه:«أمّا بعدُ، يا ابن حُنيف، فقد بلغني أنّرجُلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلىمأدُبة فأسرعت إليها تُستطابُ لكالألوانُ، وتُنقلُ إليك الجفانُ، وماظننتُ أنّك تُجيبُ إلى طعام قوم عائلُهُممجفُوّ وغنيّهُم مدعُوّ»(1).
وتفيد كلمة (بلغني) أن هناك من كان يبلّغهذه المعلومات عن الولاة إلى الإمام عليّ..كيف لا وهو يأمر مالكاً أن يتّخذ مثل هؤلاءالنظّار والمفتّشين على عمّاله، وقد دعابعض علماء الإسلام إلى ذلك أيضاً، قال أبويوسف في كتاب الخراج يوصي حكام زمانه:(وأنا أرى أن تبعث قوماً من أهل الصلاحوالعفاف ممّن يوثق بدينه وأمانته يسألونعن سيرة العمّال وما عملوا به البلاد...وإذا صحّ عندك من العامل والوالي تعدّبظلم وعسف وخيانة لك في رعيّتك... فحرامعليك استعماله) (2).
وربما كان الإمام عليّ (عليه السلام)بنفسه يقوم بالسؤال عن أعمال الولاة، أويأمر ولاته بأن يراقبوا أعمال الموظّفينمن جانبهم.
فقد كتب إلى كعب بن مالك وهو عامله: «أمّابعدُ فاستخلف على عملك
1- نهج البلاغة: قسم الكتب: الرقم 45. 2- الخراج لأبي يوسف: 128.