مصالحهم.
ولقد كان المنافقون ولايزالون أشدّ خطراًمن أيّ شيء آخر على الإسلام وذلك; لأنّهمكانوا يوجّهون ضرباتهم بصورة ماكرةوخفية، وبنحو يخفى على العاديين منالناس(1).
وإليك طرفاً ممّا ذكره القرآن الكريمحولهم، فهم مت آمرون يبيّتون خلاف مايظهرونه ويبدونه أما م النبيّ إذ يقول:(وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَاْبَرَزُواْ مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَطَائِفَةٌ مِنهُمْ غَيْرَ الَّذِيتَقُولُ)(النساء: 81).
وهم يريدون الشر للمسلمين دائماً; ولذلكيذيعون الشائعات التي من شأنها إضعافمعنويات المسلمين إذ يقول عنهم: (وَإِذْاجَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِالْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ) (النساء: 83).
وهم يريدون الفتنة دائماً; لذلك يقلبونالوقائع ويخفون الحقائق كما يقول القرآن:(لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِنْقَبْلُ وَ قَلَّبُواْ لَكَ الاُمُورَحَتَّى جَاءَ الحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُاللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ) (التوبة: 48).
وهم لا يرتدعون عن أيّ عمل يحقّق مصالحهموأغراضهم المضادّة للإسلام، حتّى ولو كانبالتحالف مع المشركين والكفار، بل حتّىولو كان باعطاء الوعود الكاذبة لهم،والتغرير بهم وخذلانهم عند اللقاء، وعدمالوفاء بالوعد: (أَلَمْ تَرَ إلَىالَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَلإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُواْمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْأُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدَاً أَبَدَاًوَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْوَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْلَكَاذِبُونَ *لَئِنْ أُخرِجُواْ لاَيَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْقُوتِلُواْ لاَ يَنْصُرُونَهُمْوَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّالأدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنْصَرُونَ)(الحشر:11ـ12).
1- لقد تصدّى القرآن الكريم; لفضحالمنافقين والتشهير بجماعتهم، وخططهم،الجهنّمية ضدّ الدين والنبيّ والاُمّة فيأكثر السور القرآنيّة، مثل البقرة وآلعمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبةوالعنكبوت والأحزاب ومحمّد والفتحوالمجادلة والحديد والحشر، كما نزلت فيحقّهم سورة خاصّة تسمّى بسورة المنافقين.