مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 5 -صفحه : 311/ 280
نمايش فراداده

القرآن له ولا وجه لاِرجاعها إلى صنف دونصنف، بعد كونها من خواص الطبيعةالاِنسانية ما لم تقع تحت رعاية اللهوهدايته.

وبذلك يتبيّـن أنّ الضلالة في الآية ـ لوفسرت بضد الهدى والرشاد ـ لا تدل على ماتدّعيه المخطّئة، بل هي بصدد بيان قانونكلي سائد على عالم الاِمكان من غير فرق بينالاِنسان وغيره، وفي الاَوّل بين النبيوغيره.

حول الاحتمالين الآخرين

ولكن هذا المعنى غير متعين في الآية إذ منالمحتمل أن تكون الضلالة فيها مأخوذة من"ضل الشيء: إذا لم يعرف مكانه" و "ضلتالدراهم: إذا ضاعت وافتقدت" و "ضل البعير:إذا ضاع في الصحارى والمفاوز" وفي الحديث:"الحكمة ضالة الموَمن أخذها أين وجدها" أيمفقودته ولا يزال يتطلبها، وقد اشتهر قولالفقهاء في باب "الجعالة": "من رد ضالّتيفله كذا".

فالضال بهذا المعنى ينطبق على ما نقله أهلالسير والتاريخ عن أوّليات حياته من أنّهضل في شعاب مكة وهو صغير، فمنَّ الله عليهإذ ردّه إلى جدّه، وقصته معروفة في كتبالسير. (1)

ولولا رحمته سبحانه لاَدركه الهلاك وماتعطشاً أو جوعاً، فشملته العناية الاِلهيةفردّه إلى مأواه وملجأه.

وهناك احتمال ثالث لا يقصر عمّـا تقدمه مناحتمالين، وهو أن تكون

1. لاحظ السيرة الحلبية: 1|131 ويقول: عن حيدةبن معاوية العامري: سمعت شيخاً يطوفبالبيت وهو يقول:

يا رب رد راكبي محمداً * أردده ربي واصطنععندي يداً