مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 5 -صفحه : 311/ 59
نمايش فراداده

لانفض الناس من حوله قائلين بأنّه لو كانمذعناً بصحة دعوته لما خالف قوله في مقامالعمل.

سوَال وجواب

نعم يمكن أن يقال: يكفي في الاعتماد علىالنبي مصونيته عن معصية واحدة وهي الكذبفالبرهان المذكور على تماميته لا يثبتإلاّ مصونيته عن خصوص الكذب لا مطلقاً.

أقول: الاِجابة عن هذا السوَال سهلة،لاَنّ التفكيك بين المعاصي فرضية محضة لايصح أن تقع أساساً للتربية العامة لمافيها من الاِشكالات.

أمّا أوّلاً: فانّ المصونية عن المعاصينتيجة إحدى العوامل التي أوعزنا إليها عندالبحث عن حقيقة العصمة فإن تم وجودها أووجود بعضها تحصل المصونية المطلقةللاِنسان، وإلاّ فلا يمكن التفكيك بينالكذب وسائر المعاصي بأن يجتنب الاِنسانعن الكذب طيلة عمره ويرتكب سائر المعاصي،فإنّ العوامل التي تسوق الاِنسان إلىارتكابها تسوقه أيضاً إلى اقتراف الكذبواجتياح التهمة.

وأمّا ثانياً: فلو صح التفكيك بينهما فيعالم الثبوت لا يمكن إثباته (الداعى لايكذب أبداً وان كان يركب سائر المعاصي) فيحق الداعي ومدعي النبوة، إذ كيف يمكنالاِنسان أن يقف على أنّ مدّعي النبوة معركوبه المعاصي واقترافه للمآثم، لا يكذبأصلاً عندما اضطر إليه حتى ولو صرح الداعيإلى الاِصلاح بنفس هذا التفكيك، لسرىالريب إلى نفس هذا الكلام أيضاً.

وعلى الجملة: انّ الهدف من بعث الرسلوإنزال الكتب هو دعوة الناس إلى الهدايةالاِلهية التي يقوم بأعبائها الاَنبياءوالرسل، ولا يتحقق ذلك الهدف إلاّ