مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 118
نمايش فراداده

هي أنّه تعلّقت مشيئته سبحانه على نزولالوحي نجوماً ـ أي فترة بعد فترة ـ حسبالمقتضيات و الأسباب الموجبة لنزولهأوّلاً، و تثبيت فؤاد النبي بذلك ثانياً،قال سبحانه مشيراً إلى مشيئته الحكيمة:

(وَ قُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُعَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْث وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الأسراء/106). وقال سبحانه مشيراً إلى أنّ من بواعث نزولالوحي تدريجيّاً كونه سبباً لتثبيت فؤاده:(وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَنُزِّلَ عَلَيهِ القُرْآنُ جُمْلَةًوَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِفُؤَادَكَ وَ رَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً)(الفرقان/32) فعلى ضوء ذلك لم يكن هناك إلاّمسألة طبيعية على صعيد الوحي و هو نزولهتدريجيّاً لادفعة واحدة، غير أنّالمشركين الجاهلين بمشيئته سبحانه وأسرار نزول الوحي تدريجيّاً، كانوايترقّبون نزول الوحي عليه دوماً و في كليوم و ساعة، أو نزول مجموع الشريعة دفعةواحدة كما نزلت التوراة على موسى. قالسبحانه: (وَ كَتَبْنَا لَهُ فِىالأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَىْء مَوْعِظَةًوَ تَفْصِيلاً لِكُلِّ شَىْء فَخُذْهَابِقُوَّة وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوابِاَحْسَنِهَا سَأُورِيكُمْ دَارَالفَاسِقِينَ) (الأعراف/145). فلمّا شاهدواخلاف ما كانوا يترقّبونه من مدّعي النبوّةإنصرفوا إلى اتّهام النبي بأنّه ودّعهربّه الذي ينزّل عليه الوحي أو الشيطانالذي يلهمه على حدّ تعبيرهم.

فحصيلة البحث: إنّه لم يكن هناك إنقطاع ولافتور و لاسبب من الأسباب المذكورة فيالروايات بل كان مجرّد توهّم توهّموه.

ثُمّ إنّ المعروف بين المفسّرين أنّ سورةالضحى حسب الترتيب النزولي، السورةالحادية عشرة، و كانت الاُولى هي العلق،فالقلم، فالمزّمّل، فالمدّثّر، فلهب،فالتكوير، فالأعلى، فالإنشراح، فالعصر،فالفجر، فالضحى(1).

و الظاهر ممّن ينقل مسألة إنقطاع الوحي وفتوره أنّها نزلت في بدء الوحي بعدإنقطاعه أي نزل بعد العلق أو بعد المدثّرمع أنّها نزلت متأخّرة، و كان الوحي ينزلعلى النبي تترى حسب مقتضيات الظروف والمناسبات و الوقائع و الأحداث.

1. تاريخ القرآن للزنجاني ص36.