مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 179
نمايش فراداده

2 ـ (هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً)و معناه أنّه بشر مأمور لايستطيع القيامبالممكن من هذه الاُمور إلاّ بإذنهسبحانه، شأن كل رسول في إنجاز رسالته.

و بعبارة اُخرى إنّكم إن كنتم تطلبون هذهالاُمور منّي بما أنا بشر، فالممكن منهاخارج عن إطار قدرة البشر، و إن كنتم تطلبونمني بما إنني رسول مبلغ فلاأستطيع التصرفبلاإذن و رخصة منه سبحانه، و على كل تقديرفهؤلاء الجهلة المجادلون ما كانواليؤمنوا و لو جاءهم النبي بأضعاف ما لميطلبوا به. قال تعالى: (وَ لَوْ أَنَّنَانَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ المَلاَئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ المَوْتَى وَ حَشَرْنَاعَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْء قُبُلاً مَاكَانُوا لَيُؤْمُنُوا إِلاَّ أَنْيَشَاءَ اللّهُ وَ لَكِنْ أَكْثَرَهُمْيَجْهَلُونَ) (الأنعام/111).

و المراد من قوله: (إِلاَّ أَنْ يَشَاءَاللّهُ) هو المشيئة القاهرة التي تجبرالناس على الإيمان بالرسالة، و عندئذلايقام لمثل هذا الإيمان وزن و لاقيمة(1).

4 ـ طلب طرد الفقراء

روى الثعلبي باسناده عن عبداللّه بنمسعود قال مر الملأ من قريش على رسول اللّهو عنده صهيب و خباب و بلال و عمّار و غيرهممن ضعفاء المسلمين، فقال: يامحمد أرضيتبهؤلاء من قومك أفنحن نكون تبعاً لهم؟أهؤلاء الذين منَّ اللّه عليهم؟ أطردهمعنك فلعلّك إن طردتهم اتّبعناك، فأنزلاللّه تعالى: (وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ...)(2).

1. لقد بسطنا الكلام في الجزء الرابع منهذه الموسوعة في تحديد الشروط التي يجبللنبي دونها القيام بالمعجزة وبيّنّاه فيمفاد الآيات النافية للإعجاز،لاحظ:ص95ـ154من ذلك الجزء.

2. مجمع البيان: ج4 ص305.