و أمّا الثالث فنحو ما روي أنّه رأى قوماًفي الجنّة يتنعّمون فيهاو قوماً في الناريعذّبون فيها، فيحمل على أنّه رأى صفتهمأو أسماءهم.
و أمّا الرابع فنحو ما روي أنّه (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) كلّم اللّه سبحانه جهرة ورآه و قعد معه على سريره و نحو ذلك ممّايوجب ظاهره التشبيه، و اللّه سبحانهيتقدّس عن ذلك.
و كذلك ما روي أنّه شقّ بطنه و غسله، لأنّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان طاهراًمطهّراً من كل سوء و عيب، و كيف يطهر القلبو ما فيه من الاعتقاد بالماء؟(1)
كان النضر بن الحارث من شياطين قريش، وكان ممّن يؤذي رسول اللّه وينصب لهالعداوة، و كان قد قدم الحيرة، و تعلّم بهاأحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم وإسبنديار، و كان يقول: أنا و اللّه يا معشرقريش أحسن حديثاً منه فأنا اُحدّثكم أحسنمن حديثه، ثمّ يحدّثهم عن ملوك فارس و رستمو إسبنديار، ثمّ يقول: بما ذا محمد أحسنحديثاً منّي؟
و هو الذي نزل في حقّه قوله: (وَ مَنْأَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِكَذِباً أَو قَالَ اُوحِىَ إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَ مَنْ قَالَسَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللّهُ...)(الأنعام/93).
فلمّا قال ذلك النضر بن الحارث، بعثتهقريش مع عقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود وقالوا لهما: سلاهم عن محمد، وصفا لهم صفته،و إخبراهم بقوله،
1. مجمع البيان: ج3 ص395 (طبع طهران).