و في هذه الآية إكتفاء ببرهان واحد و هوأنّ القوم يتفوّهون بذلك بلا علم لهم ولالآبائهم.
(مَا كَانَ للّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْوَلَد سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراًفَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)وفي الآية إشارة إلى برهانين أحدهماقوله(سبحانه) و الثاني (إذا قضى)، و قد مرّتفسيرهما فلانعيد.
(وَ قَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُوَلَداً).
(لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً).
(تَكَادُ السَّموَاتُ يَتَفَطَّرْنَمِنْهُ وَ تَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّالجِبَالُ هَدّاً).
(أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً).
(وَ مَا يَنْبَغِى لِلرَّحْمنِ أَنْيَتَّخِذَ وَلَداً).
(إِنْ كُلُّ مَنْ فِى السَّموَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِى الرَّحْمن عَبْداً).
(لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْعَدّاً).
(وَ كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ القِيَامَةِفَرْداً).
و قد ركّزت الآيات على برهانين:
أحدهما قولهُ: (وَ مَا يَنْبَغِىلِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) وهذه الجملة واقعة مكان لفظة (سبحانه) فيالآيات السابقة.
و ثانيهما: قوله: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِىالسَّموَاتِ وَ الأَرْضِ إِلاَّ آتِىالرَّحْمنِ عَبْداً) وهو يفيد نفس مايفيده قوله: (بَلْ لَهُ مَا فِىالسَّموَاتِ وَ مَا فِى الأَرْضِ كُلٌّلَهُ قَانِتُونَ) في الآيات السابقة والمعنى بعد التطبيق واضح و محصّله أنّ منفي الكون عبد