بَرِىءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) (الأنعام/19)(1).
تعلّقت مشيئته الحكيمة بكتمان وقتالساعة، قال سبحانه: (إِنَّ اللّهَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) (لقمان/34)، ومع ذلك جاء جماعة من اليهود قالوا: أخبرنامتى تقوم الساعة إن كنت نبيّاً، فنزل قولهسبحانه: (يُسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِأَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَاعِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّى لاَيُجَلِّيهَالَوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِىالسَّموَاتِ وَ الأَرْضِ لاَتَأْتِيكُمْإِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَكَأَنَّكَ حَفِىٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَاعِلْمُهَا عِنْدَ اللّهِ وَ لَكِنَّأَكْثَرَ النَّاسِ لاَيَعْلَمُونَ)(الأعراف/187).
و لم يكن هذا السؤال إلاّ تعنّتاً وعناداً لأنّهم هم الذين ذكروا لقريش:إسألوا محمداً عن وقت الساعة فإن خوّلعلمها إلى اللّه سبحانه فاعلموا أنّهنبي... (2).
هذه نماذج من مناظراتهم و مشاغباتهم التيتنم عن مبلغ لجاجهم و عنادهم و ممّا يصوّرلك طبيعتهم.
أتى رهط من اليهود إلى رسول اللّه (صلّىالله عليه وآله وسلّم) فقالوا: يامحمّد هذااللّه خلق الخلق، فمن خلق اللّه؟ فغضبرسول اللّه حتّى إنتقع لونه ثمّ ساورهم(3)غضباً لربّه، فجاءه جبرئيل (عليه السلام)فسكّنه فقال: خفّض عليك يامحمد و جاءه عناللّه بجواب ما سألوه عنه: (قُلْ هُوَاللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصَّمَدُ *لَمْيَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ * وَ لَمْيَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ).
1. السيرة النبويّة: ج1 ص568. 2. قد ذكرنا تفصيل القصّة في ص199ـ 201. 3. ساورهم: واثبهم و باطشهم.