مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 274
نمايش فراداده

و الجواب: إنّ القبلة قبلة ما لم تنسخ وإنّ اللّه سبحانه إذا نسخ حكماً نسخه منحين النسخ لا من أصله لرأفته و رحمتهبالمؤمنين، و إليه يشير قوله سبحانه:(وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَإِيْمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِلَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (البقرة/143).

و أمّا الإقتراح الذي تقدّمت به اليهودإلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منرجوعه إلى القبلة السابقة حتّى يتّبعوه ويصدّقوه فإنّما هو وعد مكذوب لايتّبعونقبلته إلى آخر الدهر، و إليه يشير قولهسبحانه: (وَ لَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَاُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَة مَاتَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَ مَا أَنْتَبِتَابِع قِبْلَتَهُمْ وَ مَا بَعْضُهُمْبِتَابِع قِبْلَةَ بَعْض وَ لَئِنِاتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ إِنَّكَ إِذاًلَمِنَ الظَّالِمِينَ) (البقرة/145).

و المراد من الإيمان في الآية في قوله:(مَا كَانَ اللّهُ لِيُضَيِّعَإِيمَانَكُمْ) هو العمل. قال ابن عباس:قالوا كيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك؟ وكان قد مات أسعد بن زرارة و البراء بنمعرور و كانا من النقباء.

و بذلك يعلم أنّ ما ذكره سبحانه قبل هذهالآيات من قصّة إبراهيم و أنواع كرامته وكرامة ابنه إسماعيل و دعوتهما للكعبة ومكّة و للنبيّ و الاُمّة المسلمة وبنائهماالبيت و الأمر بتطهيره للعبادة، كل ذلكتمهيد لحادثة تغيير القبلة و إتّخاذالكعبة قبلة، فإنّ تحويل القبلة من أعظمالحوادث الدينية و أهم التشريعات التيقوبل بها الناس بعد هجرة النبيّ إلىالمدينة. فكانت محتاجة إلى ترويض النفوسلقبولها.

28ـ مباهلة النبيّ نصارى نجران: (1)

لمّا كتب رسول اللّه إلى ملوك العرب والعجم رسائلة التبليغية و بعث رسله إلى

1. نجران في مخاليف اليمن من ناحية مكة، وبها كان خبر الأخدود و إليها تنسب كعبةنجران، و كانت بيعة، بها أساقفة مقيمونمنهم السيّد و العاقب اللّذان جاءا إلىالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيأصحابها و دعاهم إلى المباهلة و بقوابهاحتّى أجلاهم عمر. وقال زيني دحلان:

نجران بلدة كبيرة واسعة على سبع مراحل منمكة إلى جهة اليمن تشتمل على ثلاث وسبعينقرية.

مراصد الإطلاع في معرفة الأمكنة والبقاع، مادة(نجران).