مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 375
نمايش فراداده

القتال فاخرجوا فقاتلوا، فقالت بني قريظةحين انتهت الرسل إليهم بهذا: إنّ الذي ذكرلكم نعيم بن مسعود لحق ما يريد القوم إلاّأن يقاتلوا، فإن رأوا فرصة انتهزوها وإنكان غير ذلك تفرّقوا إلى بلادهم و خلّوابينكم و بين محمّد فى بلدكم، فارسلوا إلىقريش و غطفان: إنّا و اللّه لانقاتل معكممحمداً حتى تعطونا رهناً فأبوا عليهم.

فلمّا كان ليلة السبت بعث اللّه عليهمالريح في ليلة شاتية باردة شديدة البردفجعلت تكفأ قدورهم و تطرح آنيتهم و لمّاانتهى إلى رسول اللّه ما فرّق اللّه منجماعتهم دعا حذيفة بن اليمان فبعثه إليهملينظر ما فعل القوم ليلاً.

فذهب حذيفه و رجع بقوله: دخلت في القوم والريح و جنود اللّه تفعل بهم ماتفعللاتقرّ لهم قدراً و لاناراً و لابناءاً،فقال أبو سفيان: يا معشر قريش إنّكم واللّه ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلكالكراع و الخف و اخلفنا بنو قريظة و لقينامن شدّة الريح ماترون ما تطمئن لنا قدر ولاتقوم لنا نار فارتحلوا فإنّى مرتحل.

و بذلك اختلفت الأحزاب و لم يبق منهم أحد وأصبح الصبح و لم ير منهم شيء، فرجعالمسلمون إلى منازلهم شاكرين.

هذا خلاصة ما أفادته كتب السير والتواريخ(1) و إليك تحليل ما ورد حول تلكالواقعة من الآيات و لا محيص لمفسّر عنالوقوف بما جاء في كتب السيرة فإنّهاكالقرائن المنفصلة لفهم معنى ما تضمّنتهالآيات الشريفة و نحن نذكر الآيات الواردةحول هذه الغزوة كاملة ثمّ نعقبّها، بماتسنح به الفرصة من التحليل و التوضيح.

1. راجع السيرة النبويّة ج2، و مغازيالواقدي ج2، وبحار الأنوار ج20، ومجمعالبيان ج4.