مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 382
نمايش فراداده

ولهم مع ذلك كذب في القول ومراء فيالكلام، فإذا كان الأمن والرخاء مخيِّمافخروا بمقاماتهم المصطنعة من النجدةوالشجاعة والبأس، وإلى هذه الحالاتالثلاثه يشير قوله تعالى:

(اَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَاِذَا جَاءَالخَوْفُ رَاَيْتَهُم يَنْظُرُونَاِلَيْكَ تَدُورُ اَعْيُنُهُمْكَالَّذِى يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَالمَوْتِ فَاِذَا ذَهَبَ الخَوْفُسَلَقُوكُم بِاَلْسِنَة حِدَاداَشِحَّةً عَلَى الخَيْر اُولَئِكَ لَمْيُؤْمِنُوا فَاَحْبَطَ اللَّهُاَعْمَالَهُم وَكَانَ ذَلِكَ عَلَىاللَّهِ يَسِيراً).

إلى الحالة الأولى ـ أي جبنهم في الحربـيشير قوله: (اَشِحَّةً عَلَيْكُم) أي بخلاءعليكم بالنفقة والنصرة، فهم لا يودّونمساعدتكم ولا نصرتكم لا بنفس ولانفيس.

وإلى الحاله الثانية يشير قوله:(اَشِحَّهً عَلَى الخَيْرِ) أي الغنائم.

وإلى الحالة الثالثة يشير قوله: (فَاِذَاذَهَبَ الخَوْفُ سَلَقُوكُم بِاَلْسِنَةحِدَاد).

وفي النهاية كتب على أعمالهم الضئيلةبالإحباط كما في قوله:(اُولَئِكَلَمْيُؤْمِنُوا فَاَحْبَطَاللَّهُ اَعْمَالَهُم).

وفي نهاية المطاف يتناول سبحانه هؤلاء ماهو مفاده: إنّ مقدار الجبن والهلع الذي لحقبهم، وعظيم الدهشة والحيرة التي أحاطتبهم، بلغ إلى حد أنّهم يظنّون إنّ الأحزابما زالت مرابطة في ثكنات معسكرهم في الوقتالذي رحلوا فيه.

والذي يعرب عن عظم ما انتابهم من الوجل،أنّه لو رجعت الأحزاب تمنّوا أن لو كانوامقيمين في البادية بعيدين عن المدينة حتّىلا ينالهم أذى أو مكروه ويكتفون بالسؤالعن أخبار من قاوم من جانب المدينة، وإليهيشير قوله سبحانه:

(يَحْسَبُونَ الاَحْزَابَ لَمْيَذْهَبُوا واِنْ يَأْتِ الاَحْزابُيَوَدُّوا لَو اَنَّهُمْ بادونَ فيالاَْعرابِ يَسْاَلُونَ عَنْاَنْبائِكُم وَلَو كَانُوا فِيْكُم ماقاتَلُوا اِلاّ قليلاً).

إنّه سبحانه بعد أن فصّل أحوالهم، وكشفعّما كنّته صدورهم وما أضمروه،