مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 445
نمايش فراداده

رَحِيمٌ) (التوبة/25ـ27).

محاصرة الطائف:

لمّا انهزم العدو بعد انتصار مؤقّت،التجأ البقية الباقية من جماعة مالك بنعوف إلى حصن لبني ثقيف بالطائف، وكانحصناً منيعاً يصعب اختراقه، فتعقّبهمالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتى ذلكالحصن، وأحاط بهم غير أنّ رجال ثقيفالمتحصّنين كانوا من مهرة الرماة،فتمكّنوا من إصابة جمع من المسلمين بلغعددهم ثمانية عشر رجلاً، فأمر النبيقوّاته بالتراجع عن مرمى النبل، فحاصرهمبضعاً وعشرين ليلة، وقد أجهد النبي نفسهفي خلال تلك المدة في اعمال فنون الحربالمختلفة لاختراق الحصن بالنحو التالي:

1ـ أمر أصحابه نقب جدار الطائف بالاحتماءبالدبابات المصنوعةً من جلود البقر، لكنتلك المحاولة لم تتكلّل بالنجاح، لأنّثقيف ألقت بحمم من الحديد على تلكالدبابات فأحرقتها، ففرّ من كان تحتها منالمسلمين، فرشقتهم ثقيف بالنبل، فقتلوامنهم رجالاً.

2ـ نصب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)المنجنيق بإشارة من سلمان الفارسي بقوله:يا رسول اللّه أرى أن تنصب المنجنيق علىحصنهم، وقد عمل المنجنيق بيده، فنصبهالنبي تجاه حصن الطائف، أو قدّم المنجنيقيزيد بن زمعة إلى النبي بعد مضي أربعة أياممن قبيلة بني دوس، إحدى القبائل المقيمةبأسفل مكّة، فرماهم من دون جدوى لأنّهم قدأعدّوا حصونهم إعداداً يقاوم كل أمثال تلكالأسلحة.

3ـ أمر رسول الله بقطع شجر الكروم(العنب)،وقد كانت قبيلة ثقيف تفتخر بكروم أرضهاعلى جميع العرب، فانّها جعلت الطائف واحةكأنّها الجنة وسط هذه الصحارى، كل ذلكرجاء أن يستسلموا ويتركوا التحصّن فيحصونهم، فلمّا رأى ذلك رجال ثقيف نادوا: يامحمد لِمَ تقطع أموالنا، فأمّا أن تأخذهاإن ظهرت علينا،