مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 452
نمايش فراداده

9 ـ غزوة تبوك

كانت بلاد الشام في عصر الرسالة منالمناطق التي تخضع لنفوذ إمبراطوريةالروم، وكان شيوخ القبائل تدين بالمذهبالمسيحي، وكانوا أداة طيّعة في أيديها،ولمّابلغ أسماع أباطرة الروم خبر استيلاءالمسلمين على مكّة ودخول المشركين فيالدين الإسلامي أفواجاً، استشاطوا غضباًوعزموا على حربهم واطفاء نائرتهم،فأرسلوا إلى رؤساء قبائل«لخم» و«عامله»و«غسّان» و«جذام» يحثّونهم على تكثيفحشودهم وإعداد العدّة لحرب محمد (صلّىالله عليه وآله وسلّم) و مباغتته فيعقرداره ليسهل عليهم إخماد أنفاس تلكالدولة الفتيّة، ولمّا وصل الخبر إلىالنبي الأكرم عن طريق القوافل التجاريةعزم على حربهم قبل أن يهاجموه، وكانت تلكالفترة فترة شاع فيها الفقر والشدّةوالفاقة.

وقد أمر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)بالرحيل في الفصل الذي كانت الثمار فيهعلى وشك الإيناع.

قال ابن هشام: إنّ رسول اللّه أمر أصحابهبالتهيّؤ وغزو الروم وذلك في زمان من عسرةالناس وشدّة من الحر وجدب من البلاد، وحينطابت الثمار والناس يحبّون المقام فيثمارهم وظلالهم ويكرهون الشخوص على الحالمن الزمان الذي هم عليه وكان رسول اللّهقلّما يخرج لغزوة إلاّ كنّى عنها وأخبرأنّه يريد غير الوجه الذي يقصده إلاّ ماكان من غزوة تبوك، فإنّه بيّنها للناسلبعد الشقّة وشدّة الزمان، وكثرة العدوالذي يقصده ليتأهّب الناس لذلك اُهبتهم،فأمر الناس بالجهاز، وأخبرهم أنّه يريدالروم.

ولمّا تفرّدت به تلك الغزوة عن سائرالغزوات ببعد الطريق، والاعتياز إلى مؤن