مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 509
نمايش فراداده

ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تحرقوا زرعاًلأنّكم لا تدرون لعلّكم تحتاجون إليه.ولاتعقروا من البهائم ما يؤكل لحمه إلاّما لابدّ لكم من أكله، وإذا لقيتم عدوّاًللمسلمين فادعوهم... الخ الحديث»(1).

بل ونص بعض الفقهاء على أنّ المرأة لاتقتل حتّى لو كانت تعاون الأعداء، لأنّالنساء مستضعفات غالباً، وهنّ يرغمن علىالقيام بمثل هذا التعاون إرغاماً.

قال المحقّق الحلّي في المختصر النافع:

«ولا تقتل نساؤهم ولو عاون إلاّ معالإضطرار»(2).

وهذا يجسّد منتهى الرحمة والإنسانية التييتحلّى بها الدين الإسلامي.

وقد جاء في غزوة بدر إنّ عمر بن الخطاب قاللرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم):

يا رسول الله دعني أنزع(اقلع) ثنيّتي سهيلبن عمرو، ويدلع لسانه(وكان سهيل خطيباًيهرّج ضد النبي) فلا يقوم عليك خطيباً فيموطن أبداً.

فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآلهوسلّم):

«لا اُمثّل به فيمثّل الله بي وإن كنتنبيّاً»(3).

إنّ المقارنة بين هذه التعاليم والمواقفالإسلامية والجنايات والجرائم الوحشيةالتي ارتكبتها الدول الكبرى فيمستعمراتها كالجزائر وفيتنام وغيرهما،توقفنا على إنسانيّة الدين الإسلاميورحمته في الحرب.

3ـ منع ممارسة الأساليب الوحشية

إنّ الإسلام يحرّم إهلاك العدو بالطرقغير الإنسانية مثل إلقاء السم في الماء أوقطعه عنهم، أو إرساله على مُخيّمهملغرقهم، أو حرقهم بالنار.

وفي ذلك يقول المحقّق الحلّي في المختصرالنافع:

«ويجوز المحاربة بكل ما يرجى بهالفتح...»(4).

ثمّ قال:

«ويكره يإلقاء النار، ويحرم بإلقاءالسم»(5).

وقال العلاّمة الحلّي في تبصرةالمتعلّمين:

1. وسائل الشيعة ج11 ص44.

2. المختصر النافع،كتاب الجهاد ص112 طبععالقاهرة.

3. سيرة ابن هشام ج2 ص642.

4. المختصر النافع، كتاب الجهاد: ص112.

5. المختصر النافع، كتاب الجهاد: ص112.