هـ ـ روى المحدّثون أنّه جلس سلمان إلىجنب سائر الصحابة من قريش فانتهى الكلامإلى الأنساب و الأحساب، فعرّف كل واحدأصله و نسبه، و لمّا وصل الكلام إلى سلمانفقال: هو أنا سلمان ابن عبد اللّه كنتضالاًّ فهداني اللّه بمحمد، وكنت عائلاًفأغناني اللّه بمحمد، و كنت مملوكاًفأعتقني اللّه بمحمد، فلمّا وقف النبي علىمحاضرتهم أقبل إليهم و قال: «يا معشر قريشإنّ حسب الرجل دينه، ومروءته خلقه، و أصلهعقله. قال اللّه عز و جلّ: (إِنَّاخَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَ اُنْثىوَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَ قَبَائِلَلِتَعَارَفُوا) قال النبي لسلمان: ليسلأحد من هؤلاء عليك فضل إلاّ بتقوى اللّهعزّ و جلّ، و إن كانت تقوى لك فأنت أفضل(1).
و ـ قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم):«ليدعن رجالاً فخرهم بأقوام إنّما هم فحممن فحم جهنّم أو ليكوننّ أهون على اللّه منالجعلان التي تدفع بأنفها النتن»(2).
و قد نقل انّه اشترك في بعض المغازي شابّإيراني، فلمّا وجّه إلى العدو فقال: خذ هذهالضربة من شاب إيراني، فاعترض عليه النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقال: لماذا لمتقل من رجل أنصاري(3).
ز ـ كان النبي واقفاً على أنّ العرب تفتخربلسانها العربي و قال في هذا الصدد: «ألاانّ العربية ليست باب والد و لكنّها لسانناطق فمن قصر عمله لم يبلغ به حسبه»(4).
ح ـ إنّ النبي أسّس مجتمع إسلامي عظيم منقوميّات مختلفة فضمّ عليّاً العربي إلىصهيب الرومي و ضمّ بلال الحبشي إلى سلمانالفارسي و ضمّ إليهم خبّاب النبطي من دونأن يزعج واحد منهم الآخر و هم من قوميّاتمتشتّتة، و لأجل
1. روضة الكافي ص181، بحار الأنوار ج22 ص282. 2. سنن أبي داود ج2 ص624. 3. سنن أبي داود ج2 ص625. 4. الكافي ج8 ص246.