مطارحات فی الفکر و العقیدة

مركز الرساله

نسخه متنی -صفحه : 155/ 32
نمايش فراداده

أجلاء الصحابة وأقرَّ به علماؤهم وكبارهم ؛ فقد أخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود أنه قال : «إنَّ القرآن أُنزل على سبعة أحرف ، ما منها حرفٌ إلاّ وله ظهرٌ وبطن ، وإنَّ عليّ بن أبي طالب عنده من الظاهر والباطن..» (1). وجاء عن ابن عباس أنه قال : «والله لقد أُعطي عليُّ بن أبي طالب تسعة أعشار العلم» (2) وورد عنه أيضاً قوله : «كنا نتحدّث أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلى عليٍّ سبعين عهداً ، لم يعهد إلى غيره» (3) .

وعملياً كان أمير المؤمنين عليه السلام مرجع الصحابة في كلِّ ما يعترضهم من المسائل العلمية والمشاكل الاِدارية، والمعضلات القضائية . فلقد ثبتَ عن عمر بن الخطاب أنه قال : «لولا عليٌّ لهلك عمر» (4) ، وأنه كان يقول : «أعوذ بالله من معضلةٍ ، ولا أبو حسن لها..» (5) ، وثبتَ عنه أنه قال : «أقضانا عليٌّ..» (6) . والقضاء يعني العلم بكلِّ أحكام الشرع. وكذلك غيره من كبار الصحابة ، فقد كثر رجوعهم إليه في مختلف القضايا المشكلة حتى قال الحافظ النووي : «سؤال كبار الصحابة له ورجوعهم إلى فتاويه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات مشهور» (7) .

(1) نقله في الاتقان السيوطي 4 : 233 .

(2) ينابيع المودة ، للقندوزي 1 : 68 ـ 69 .

(3) حلية الاَولياء 1 : 68 .

(4) البداية والنهاية ، لابن كثير 7 : 359 . وتاريخ الخلفاء ، للسيوطي : 171 .

(5) البداية والنهاية ، لابن كثير 7 : 373 . والصواعق المحرقة ، لابن حجر : 127 .

(6) الطبقات الكبرى ، لابن سعد 3 : 339 .

(7) تهذيب الاَسماء واللغات 1 : 344 ترجمة رقم 429 .