لقد وقعت بعض المذاهب والفرق الاِسلامية بتهافت كثير وتناقضات صارخة في كثير من معتقداتها ومقولاتها.. ونعني بها : المرجئة ، والاَشاعرة ، والحشوية ، والمجسمة ، والسلفية ، ووريثة ذلك الخليط الوهابية المعاصرة .
وقد سطّر كلٌّ منهم من بدع الآخر الشيء الكثير جداً.. (1)وهي منازعات معروفة بينهم ، وقد يحاول بعض علمائهم إخفاءها والتنكّر لها مخادعةً للبسطاء الذين لا يقرءون ولا يبحثون عن الواقع !
ولعلّ من أهمّ ما وقعوا فيه من تهافت : مقولاتهم المتذبذبة في الاِمامة والخلافة ، يتنقّلون من قولٍ إلى قول مع تقلّب الصيغ التاريخية، كاشفين عن فراغ تامّ في الرؤية لهذا الموضوع المهمّ ، فكلّما وصلت حالة أفرزت خليفة في التاريخ المتقدّم جعلوها تشريعاً، حتّى انتهى بهم الاَمر إلى القول بشرعية الفوضى والفتن والتقاتل على الخلافة ، والقول بشرعية إمامة الفاسق والجاهل والظالم!
(1) تاريخ بغداد في ترجمة أبي حنيفة . والجزء الاَول من منهاج السُنّة ، لابن تيمية . والرد على
الطوائف الملحدة ، لابن تيمية . والخطط ، للمقريزي : 260 . والفصل في الملل والنحل ، لابن
حزم . والملل والنحل، للشهرستاني ، وغيرها .