يقول أحمد بن حنبل : «الاِمامة لمن غلب» !! ويقول : من غلبهم بالسيف حتّى صار خليفةً وسُمّي أمير المؤمنين فلا يحلّ لاَحدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً ، برّاً كان أو فاجراً !! فتابعه فقهاؤهم بالقول : «والاَمر مطَّرد ، فلو ثبتت الاِمامة لواحد بالقهر والاستيلاء ، فيجيء آخر يقهره ويستولي على الاَمر ، ينعزل الاَوّل ويصير الاِمام هو الثاني» (1)!! إنّها الاَطروحة التي لا يقرّها دين ولا يرتضيها ذو عقل سليم ، إنّما هي من شرائع الجاهلية الجهلاء قديماً وحديثاً ، وهي أنسب بالغاب وساكنيها منها ببني الاِنسان !! لكنّهم ارتضوا أن يشوّهوا صورة الاِسلام العظيم عصبيّةً لخلفاء فسّاق وطواغيت جعلوا الخلافة الاِسلامية ملكاً يتنازعون عليه ، وليس أكثر من ذلك ! إنّهم احتجّوا لهذه العقيدة الباطلة بأنّ عبد الله بن عمر قد صلّى بأهل المدينة في وقعة الحَرَّة التي حدثت على إثر المعارضة والانتفاضة من أهل المدينة المنورة على يزيد بن معاوية ، وقد قال ابن عمر في وقتها : «نحن مَعَ مَن غلب» (2)!! وهكذا اتّخذوا هذه المقولة سنّة وديناً يدينون به لكلِّ سلطان، ولسبب واحد ، وهو أنّ الغالب قد صار سلطاناً ، فهم في طاعة السلطان ، برّاً كان أو