يصل الاَمر إلى تعليق إكمال تبليغ الرسالة على الاعلان عن ولايته ،
والتصريح بها للاَُمة ـكما سيأتي البيان ـ .
وهذا ما سنحاول استيضاحه وتوثيقه ، ولذا سنوزّع المبحث على
مطلبين نتناول في المطلب الاَول المنهج النبوي في إعداد الاِمام عليّ عليه السلام م
للخلافة ، ونعرض في المطلب الثاني مسألة إعداد الاُمّة وتهيئتها لخلافة
الاِمام عليّ عليه السلام .
المطلب الاَول
الاِعداد الفكري والتربوي
للاِمام عليّ عليه السلام وتثبيت أحقيّته بالخلافة
نستطيع القول بكلِّ تأكيد : إنَّ الرسول الاَعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، قد قامَ بعملية
الاِعداد الرسالي «التربوي والفكري» للاِمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام والنصّ
عليه منذ صدع بالوحي ، وكان صلوات الله عليه يضع الخطوات العملية
من أجل بلوغ الغاية المتوخاة من ذلك ، وهي تولي الاِمام عليّ عليه السلام للمهمة
القيادية «الاجتماعية والسياسية» بعده مباشرةً . ويظهر لنا من سير
الاَحداث ، وما تناقلته كتبُ السيرة والتواريخ ، وما نقله الرواة الثقاة ، أنَّ
ذلك تمَّ بمرحلتين ، وهما :
المرحلة الاَُولى : ابتدأ تاريخ هذه المرحلة ـ باتفاق كتب السيرة
والتاريخ ـ قبل بزوغ شمس الاِسلام ثم اتصلت بفجره المبارك إلى أن
اتصلت بالمرحلة الثانية والتحمت معها .
فقد تعهد الرسول القائد صلى الله عليه وآله وسلم نفسه بكفالة الاِمام عليّ عليه السلام منذ صغره ،
وتولي تربيته ورعايته ، والحرص البالغ على أن لا يفارقه إلاّ لضرورة .
وهذا من أوضح ما تزخر به سيرته الشريفة(1) ويكفي أن نوردَ ما بيّنه
(1) السيرة النبويّة ، لابن هشام 1 : 246 .