مختصر معجم معالم مکة التاریخیة (1)

عاتق بن غیث البلادی

نسخه متنی -صفحه : 17/ 8
نمايش فراداده

بَلْدَح

بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وفتح الدال المهملة وآخره حاء مهملة أيضاً.

قال ابن قَيْس الرُّقَيَّات12:

فمِنىً فالجِمارُ من عبد شمس مُقفرات، فَبلْدَحٌ فحِراءُ

وقالوا: لما قتل الحسين صاحب فَخّ سمع على مياه غَطَفَان كلِّها هاتف يقول:


  • أَلا يا لقوم للسَّواد المصبّحِ لِيَبْكِ حُسَيْناً كلُّ كَهْل وأمرَد من الجنِّ، إن لم تَبكِ للإنس نُوَّحِ

  • ومَقتل أَولادِ النَّبيِّ ببَلْدَحِ من الجنِّ، إن لم تَبكِ للإنس نُوَّحِ من الجنِّ، إن لم تَبكِ للإنس نُوَّحِ

وبلدح: هو وادي مكة الثّاني، الذي تقع فيه مقبرة الشُّهداء وأمُّ الدود (أمّ الجود). وسماه الأزرقي وادي مكة.

وقال: إن وادي بكَّة هو الذي يمرّ بالبيت (وادي إبراهيم)، وكان بَلْدَح في عهد الأزرقي لكل جزع منه اسم: فبقرب حراء يسمى مكة السِّدر، وعند الشهداء يسمّى فَخّاً. ويظهر أن اسم بلدح ـ من قديم ـ لا يطلق إلا على ما تجاوز الزاهر إلى الحديبية (الشميسي)، وهناك أقوال وتعريفات تركت للاختصار، راجعها في المعجم13.

والحسين المقتول بفخ، الذي صار يسمى صاحب فخ: هو الحسين بن علي بن الحسن بن عمّ موسى الكاظم ((عليه السلام))، خرج على الدولة العباسية سنة 169 هـ فقتله والي مكة، بعد معركة دامية في المكان المعروف ـ اليوم ـ بالشهداء، فسمي هذا الحي الشهداء من يومها، أي مقبرة الشهداء. ولتلك الموقعة أخبار مطوّلة سنأتي عليها عند ذكر فخ إن شاء الله.

وقد نقل بعض المؤرخين: أنَّ عبد الله بن عمر دفن في هذا الموضع، وهذا وهم، فعبد الله بن عمر دفن بمقبرة بني عبد الله بن أسيد في أَذاخِر.

وقد تقدّم الحديث عنها في «أذاخر».