البَطْحاء
بفتح الباء وسكون
الطاء: اسم مألوف ـ لدى العرب ـ لكل أرض في مسيل السيل: قال حذافة العدوى يمدح بني
هاشم11:
هُمُ ملأوا
البطحاء مَجْداً
وسُؤْدَداً
وهم تركوا رأي السَّفَاهة والهجر
وقيل: جاء هشام بن
عبد الملك يطوف بالبيت فيقترب من الحجر الأسود فلا يَفْسح له أحد، فبينما هو كذلك
فإذا بعلي زين العابدين بن الحسين ((عليه السلام)) يطوف بالبيت، فإذا اقترب من
الحجر انجفل الناس عنه وتركوه له، فاغتاظ هشام لذلك فسأله أحد مرافقيه: مَن هذا؟
فقال: لا أعرفه. وكان الفَرَزْدَق حاضراً فاغتاظ لذلك فأنشأ قصيدة
منها:
هذا الذي تعرف البطحاءُ وطأتَهُ
هذا ابنُ خيرِ عبادِ الله كُلَّهُمُ
وليس قولُك: لا أعرف بضائرهِ
العُرْبُ تعرف مَن أنكرتَ والعَجَمُ
والبيتُ يعرفه والحِلُّ والحَرَمُ
هذا التَّقِىُّ النَّقِىُّ الطاهِرُ العَلَمُ
العُرْبُ تعرف مَن أنكرتَ والعَجَمُ
العُرْبُ تعرف مَن أنكرتَ والعَجَمُ
وكان الفرزدق في
حاشية هشام، ولكن الأمويين ما كانوا يقرّبونه; لكثرة افتخاره بكرم أبيه وإطرائه بني
هاشم، فغضب هشام فسجن الفرزدق بعُسفان.
ثمّ اطلعت على أقوال
في قصيدة الفرزدق هذه، فبحثتها في كتابي أمثال الشعر العربي، قافية الميم المضمومة،
فاذا شئت فراجعه.
وكانت في صغرنا
بطحاء. أما اليوم فهي شارع معبد وأرصفة، وكان أهل مكة يعرفون أن البطحاء بين مهبط
ريع الحجون والمسجد الحرام، فإذا تجاوزت ريع الحجون مشرقاً فهو الأبْطح إلى المنحنى
عند بئر الشَّيْبي.
ويطلق عليها المعلاة،
أما ما بعد المسجد جنوباً بغرب فهو المسفلة إلى قوز المَكّاسة. وقوز المَكَّاسة:
دعص رمل أسفل من كُدَىِّ، كان يسمى «الرُّمَضَة».
وكان لقريش اعتزاز
بالبطحاء، فالسيد العنديد يسمى (سِداد البطحاء)، وقريش مكة يسمون قريش البطاح،
تمييزاً لهم عن قريش الظواهر أي ظاهر البادية.