بَلْدَح
بفتح الباء الموحدة
وسكون اللام وفتح الدال المهملة وآخره حاء مهملة أيضاً.
قال ابن قَيْس
الرُّقَيَّات12:
فمِنىً
فالجِمارُ من عبد
شمس
مُقفرات، فَبلْدَحٌ فحِراءُ
وقالوا: لما قتل
الحسين صاحب فَخّ سمع على مياه غَطَفَان كلِّها هاتف يقول:
أَلا يا لقوم للسَّواد المصبّحِ
لِيَبْكِ حُسَيْناً كلُّ كَهْل وأمرَد
من الجنِّ، إن لم تَبكِ للإنس نُوَّحِ
ومَقتل أَولادِ النَّبيِّ ببَلْدَحِ
من الجنِّ، إن لم تَبكِ للإنس نُوَّحِ
من الجنِّ، إن لم تَبكِ للإنس نُوَّحِ
وبلدح: هو وادي مكة
الثّاني، الذي تقع فيه مقبرة الشُّهداء وأمُّ الدود (أمّ الجود). وسماه الأزرقي
وادي مكة.
وقال: إن وادي بكَّة
هو الذي يمرّ بالبيت (وادي إبراهيم)، وكان بَلْدَح في عهد الأزرقي لكل جزع منه اسم:
فبقرب حراء يسمى مكة السِّدر، وعند الشهداء يسمّى فَخّاً. ويظهر أن اسم بلدح ـ من
قديم ـ لا يطلق إلا على ما تجاوز الزاهر إلى الحديبية (الشميسي)، وهناك أقوال
وتعريفات تركت للاختصار، راجعها في المعجم13.
والحسين المقتول بفخ،
الذي صار يسمى صاحب فخ: هو الحسين بن علي بن الحسن بن عمّ موسى الكاظم ((عليه
السلام))، خرج على الدولة العباسية سنة 169 هـ فقتله والي مكة، بعد معركة دامية في
المكان المعروف ـ اليوم ـ بالشهداء، فسمي هذا الحي الشهداء من يومها، أي مقبرة
الشهداء. ولتلك الموقعة أخبار مطوّلة سنأتي عليها عند ذكر فخ إن شاء
الله.
وقد نقل بعض
المؤرخين: أنَّ عبد الله بن عمر دفن في هذا الموضع، وهذا وهم، فعبد الله بن عمر دفن
بمقبرة بني عبد الله بن أسيد في أَذاخِر.
وقد تقدّم الحديث
عنها في «أذاخر».