التَّنْعيم
واد ينحدر شمالا بين
جبال بشم شرقاً وجبل الشَّهيد جنوباً فيصب في وادي ياج، وهو ميقات لمن أراد العمرة
من المكيين، وتسمى عمرته: عمرة التنعيم، أي مكان الاعتمار، وذلك تمييزاً لها عن
عمرة الجعرانة، وكان يسمى نعمان، قال محمد بن عبد الله الُّنميري:
فلم تر عيني مثلَ سِرب رأيتُه
مررنَ بفَخّ ثم رُحنَ عشية
فأَصبح ما بين الأراك وحذوَه
له أَرَجٌ بالعنبر الغض فاغم
تضوّع مِسكاً بطنُ نَعْمان إذ مشت
به زينبٌ في نسوة عطرات
خرجنَ من التنعيم معتمرات
يلبّين للرحمن مُؤتجرات
إلى الجذع جذع النخل والعمرات
تطلَّع رَيَّاه من الكفرات
به زينبٌ في نسوة عطرات
به زينبٌ في نسوة عطرات
وقد توهم بعضٌ أن
نعمان الوارد هنا هو نعمان الأراك، وهذا خطأ، إذ إن من يعتمر قاصداً المسجد الحرام
ليس قريباً من نعمان الأراك.
وقد أصبح التنعيم
اليوم حياً جميلا من أحياء مكة. وقد ثبت أن رسول الله ((صلى الله عليه وآله))
أمر عبد الرحمن بن أبي بكر أن يعمر عائشة أخته من التنعيم، ومن ذلك اليوم اتخذه أهل
مكة عمرة، وهو أقرب الحلّ إلى المسجد الحرام، فهو يقع على قرابة ستة أكيال شمالا من
المسجد الحرام على طريق المدينة.
وقد فسّر بعض الأدباء
شعر النميري: أنه على نعمان الأراك، لورود اسم نعمان، وذكر الأراك في هذا الطريق،
وليس لهم ذلك، ففي هذا الشعر: ذكر العمرة من التنعيم، ثم هبوط النسوة فخّاً بعد
ذلك، متجهات إلى المسجد الحرام (موتجرات).