نحو سلب الإِختيار وهذا عين ما يقولهالشيعة في أئمتهم وليرجع من شاء إلى بحثالعصمة في كتب الكلام الشيعية، وعلى هذافلماذا هذه الجعجعة يا مسلمون؟
يذهب الحافظ نور محمد وشمس الدينالأصفهاني الأول في تاريخ مزار شريف،والثاني كما نقله عنه الغدير إلى أنّالخليفة عثمان معصوم(1) وقد نقله عن كتابهمطالع الأنظار. والرجلان من علماء أهلالسنة.
يذهب عبدالرحمن الإِيجي صاحل كتابالمواقف في نفس الكتاب إلى عصمة الخلفاءوعلى النحو الذي قال به التفتازاني فيماذكرناه عنه أي أنّها ملكة فيهم لا توجب سلبالإِختيار(2) وهو من علماء السنة وقد كشفتلنا هذه الجولة أنّ الشيعة لا ينفردونبالقول بالعصمة بل علماء السنة يذهبونلذلك، إذاً فما هو وجه نسبتها إلى عبداللهبن سبأ وما هو وجه نقد الشيعة على القولبها؟
أنا لا اُريد أن أحشد للقارئ نقد كتبالسنة ومؤلفيهم حول موضوع العصمة فإنّكتبهم طافحة بذلك، ولكن سأستعرض لك رأيكاتب يعيش في القرن العشرين وفي عصر الذرةبالذات وهو وأيم الحق من أكثر أهل السنةالذين قرأت لهم اعتدالاً في الكتابة عنالشيعة ولكن مع ذلك كله تبقى الرواسب فيالنفوس تعمل عملها. إنّي أعتقد أنّ هذاالرجل قد بحث في كتب الشيعة وغيرهم قبل أنيكتب كتابه وذلك لما رأيت له من كثرةالمصادر مع افتراض أنّه اطلع على آراء أهلالسنة في هذه المواضيع فلماذا الإِنكارعلى الشيعة دون الآخرين وإذا كان لم يطلعوهو ما أَستبعده، فلماذ يكتب؟
(1) الغدير نفس 9/375. (2) الغدير لأميني 7/140. المواقف ص399.